90 مليون وظيفة مهددة بالاختفاء مقابل 170 مليون فرصة للكفاءات الرقمية في المستقبل

التخصصات المستقبلية المطلوبة في سوق العمل

مع بداية موسم القبول في الجامعات المحلية والعالمية، يتعين على خريجي المرحلة الثانوية اتخاذ قرار مصيري يتجاوز مجرد اختيار التخصص، ليؤثر بشكل كبير على مستقبلهم الوظيفي خلال السنوات المقبلة. فالسوق اليوم ليس كما كان في السابق، حيث تضعف الوظائف التقليدية في ظل تسارع التحولات الرقمية والاقتصاد الأخضر، وذلك تماشياً مع رؤية السعودية 2030.

تظهر تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي من خلال إصدار “مستقبل الوظائف 2025″، أن العالم مقبل على خلق أكثر من 170 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، معظمها في مجالات التقنية والطاقة النظيفة والرعاية الصحية والأمن السيبراني. في الوقت نفسه، يُتوقع أن تختفي أكثر من 90 مليون وظيفة تقليدية، مما يبرز أهمية اختيار التخصصات التي توفر “تأشيرة عبور” نحو مستقبل العمل، لا سيما للطلاب الذين سيلتحقون بالجامعة هذا العام ويتوقع تخرجهم في عام 2029.

مجالات العمل المستقبلية

تشمل أبرز التخصصات المطلوبة عالميًا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، علوم البيانات وتحليلها، الهندسة الكهربائية والروبوتات، الأمن السيبراني، تكنولوجيا الطاقة المتجددة، تصميم واجهات المستخدم، وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز.

أما في المنطقة العربية ووفقًا لرؤية السعودية 2030، فإن تخصصات مثل هندسة الطاقة المتجددة، إدارة المدن الذكية والتخطيط الحضري، سلاسل الإمداد واللوجستيات الذكية، الأمن الغذائي والتقنيات الزراعية، البرمجة والأنظمة الذكية، والاقتصاد الرقمي تعتبر محورية لمواكبة التحولات الاقتصادية المتسارعة.

يشير الدكتور وليد الغصاب، أستاذ المالية، إلى أن الشهادة لم تعد كافية في سوق العمل اليوم، بل تبرز الحاجة إلى عقل رقمي ومهارات تحليل وإبداع تسمح بالتكيف مع التغيرات الاقتصادية. فالطالب الذي يختار تخصصه الآن ليس فقط يبني مستقبله الوظيفي، بل يستثمر في نفسه ليحافظ على قدرته التنافسية.

تشير البيانات من منصات التعلم الإلكتروني مثل Coursera وLinkedIn إلى أن الطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات قد ارتفع بأكثر من 150% خلال العامين الماضيين، مع تصدر تخصصات الأمن السيبراني والطاقة المتجددة أعلى معدلات التوظيف عالميًا. لذا، يجب على الطلاب التفكير بعمق في خياراتهم واستثمار الوقت والجهد في المهارات الأكثر طلبًا في سوق العمل المستقبلي.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *