لجنة الشباب المسلم: صراع بين السارق والمسلوب

تاريخ لجنة الشباب المسلم ودورها في النشر

تعرضت جماعة الإخوان المسلمين في عام 1954 للاعتقالات في مصر، وكان من بينهم أعضاء من “لجنة الشباب المسلم”، مما أدى إلى توقف نشاط اللجنة في مجال النشر بعدما تم إغلاقها. في سنة 1957، قام إسماعيل عبيد محمود محمد شاكر، أحد الأعضاء، بمشاركة محمد رشاد سالم – الذي عاد من إنجلترا بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج – في تأسيس دار نشر تحت اسم “مكتبة دار العروبة”. وفي 31 أغسطس 1965، تم اعتقال الثلاثة مع وضع المكتبة تحت الحراسة، وبعد إطلاق سراحهم، اشترى إسماعيل عبيد حصتيهما وغير اسم المكتبة إلى “دار التراث”.

جهود “دار التراث” في نشر المعرفة

في عام 1974، أصدرت مجموعة من لجنة الشباب المسلم مجلة بعنوان “المسلم المعاصر”، وانطلقت من بيروت قبل أن تنتقل إلى الكويت ثم إلى القاهرة، حيث كان جمال الدين عطية هو صاحب الامتياز ورئيس التحرير. منذ عددها الأول، أثارت المجلة قضية حساسة بالنسبة للإسلاميين بطرحها لمطلب “يسرنة الإسلام”. كان ذلك في قسم “حوار”، حيث كتب المؤرخ فتحي عثمان تحليلًا يدعو فيه إلى تصنيف الإسلام كجزء من اليسار الإسلامي.
أشار عثمان إلى أن الإسلام يجب أن يُفهم بما يتناسب مع القضايا الاجتماعية والسياسية الحديثة، كما أن التوجه القرآني يضع المسلم في قلب اليسار. كانت مطالبته بمسألة “يسرنة الإسلام” تتماشى مع قضايا قديمة محفوظة في حقل اليسار والماركسية في الوطن العربي، لكنه حظي بشجاعة كبيرة بطرح هذه الأفكار في وقت كانت الجماعات الإسلامية في أوج انتقادها لليسار.

تاريخ “لجنة الشباب المسلم” يعكس التوجه نحو “أسلمة العلوم” والمعرفة، حيث كان إسماعيل الفاروقي، أحد مؤسسي المعهد العالمي للفكر الإسلامي في 1981 في الولايات المتحدة، من بين كتاب المجلة.
وعلى مدى السنوات، بدأت تبرز قيمة “المسلم المعاصر” كحاضنة لنقاشات تتعلق بمستقبل الفكر الإسلامي في مواجهة التحديات الحديثة. هذه المجلة، وما تتضمنه من رؤية لكيفية موازنة الهوية الإسلامية مع المطالب المعاصرة، يجعلها جزءًا من تاريخ الفكر الإسلامي الحديث.
من الجدير بالذكر أن محمود الطناحي هو من أبرز الشخصيات التي قدمت معلومات عن “لجنة الشباب المسلم” في كتابه المعروف “مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي”. كما أشار إلى دور “مكتبة دار العروبة”، حيث اعتبرها إحدى محطات النشر الهامة في مصر.

أما بالنسبة لعبد المجيد دياب، الذي جاء في كتابه “تحقيق التراث العربي” بمعلومات عن “لجنة الشباب المسلم”، فيبدو أنه استند إلى تفاصيل من عمل الطناحي، مما يبرز أهمية توثيق المعرفة ومصدر المعلومات.
إن العمل ما زال قائمًا في جمع وترتيب هذه المعلومات التاريخية التي تعكس تأثير “لجنة الشباب المسلم” في مجال نشر التراث العربي والإسلامي، وكيف أثر انتشار مثل هذه الأفكار على الحركة الثقافية في مصر والعالم العربي ككل.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *