مواقف متباينة للدول المغاربية في التصعيد بين إسرائيل وإيران
تواصل الدول المغاربية الخمس؛ موريتانيا وليبيا والمغرب والجزائر وتونس، تبني مواقف متباينة في ظل التصعيد الحاد بين إسرائيل وإيران، الذي دخل أسبوعه الثاني، حيث تبادلت الأطراف الضربات والتهديدات. ورغم أن الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا اتخذت موقفاً واضحاً بإدانة الضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل عدد من قيادات الحرس الثوري، فإن المغرب فضّل الصمت، مما أثار تساؤلات حول موقف الرباط. وتعتبر العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب أحد العوامل المؤثرة على موقف المغرب من التصعيد.
ردود فعل الدول المغاربية على التوتر الإقليمي
لقد أقرت الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا إدانات رسمية لما قامت به إسرائيل من اعتداءات، بينما العلماء والمعنيون في المغرب لم يُظهروا موقفاً رسمياً متسقاً، مما يؤدي إلى ترك المجال للتكهنات حول موقف الرباط. يعتبر موقف كل من الجزائر وتونس الأكثر تضامناً مع إيران، في حين تسعى الدول المغاربية الأخرى إلى إيجاد توازن بين مواقفها واحتفاظها بعلاقاتها مع إسرائيل. ويقول الباحث حسين الديك إن الموقف المغاربي يشهد انقساماً واضحاً، حيث تقترب مواقف الجزائر وتونس من بعضها، ولكن الوضع يختلف بالنسبة للمغرب الذي يتبنى سياسة مغايرة.
ويبقى القلق يسود بين الدول المغاربية من تأثير تصاعد التوترات الإقليمية على استقرار المنطقة. تضع الجزائر، التي تقف على الجانب المعادي لإسرائيل، أهمية كبيرة على تأثير انهيار النظام الإيراني على المعادلة السياسية في المنطقة العربية. في الوقت ذاته، تبرز علاقات المغرب مع إسرائيل كعامل مؤثر في توجهاته السياسية والدبلوماسية، لا سيما في ظل المنافسة على النفوذ في إفريقيا بين الرباط وطهران.
العديد من المراقبين يعتبرون أن المواقف المغاربية ليست متسقة وليست مرتبطة بحسابات سياسية واقتصادية واضحة. يتجلى هذا من خلال تصريحات باحث الشؤون الدولية نزار مقني، الذي يبيّن عدم وجود إجماع على دعم إيران أو إدانة الهجمات الإسرائيلية. والأمر ذاته ينطبق على قرار عدم التعليق من جانب المغرب، الذي له رؤية خاصة في التعامل مع الأحداث الإقليمية
وفي السياق ذاته، ازدادت التساؤلات حول تأثير مواقف الدول المجاورة على الوضع في الشرق الأوسط. يرى المتخصص العسكري محمد عباس أن الانقسام المغاربي قد لا يؤثر بشكل مباشر على مجريات الأمور، حيث إن العلاقات المغربية الإسرائيلية تعارض المواقف المتضامنة من بعض الدول المغاربية الأخرى. هذه العلاقات تتجلى في تدريبات عسكرية مشتركة، مما يجعل موقف المغرب أكثر تعقيداً ويحد من استجابته للأحداث الجارية.
اترك تعليقاً