تستمر حدة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل في التأثير على الوضع الإقليمي، حيث سقطت طائرة مسيرة إيرانية خلال ساعات الفجر يوم السبت 21 يونيو 2025، في منطقة سكنية بمدينة بيسان الفلسطينية المحتلة، مما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وإصابة عدد من المدنيين الإسرائيليين، وفقًا لما أفادته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
قالت الصحيفة إن فرق الإسعاف الإسرائيلية، بما في ذلك طواقم “نجمة داوود الحمراء”، استجابت بسرعة لموقع الحادث، محاولين السيطرة على الموقف وإنقاذ المصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة.
تصعيد مستمر في النزاع العسكري
أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان رسمي عن تنفيذ الموجة الثامنة عشرة من عملية “الوعد الصادق 3″، التي شملت هجومًا واسعًا باستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية من طراز “شاهد 136″، بالإضافة إلى صواريخ دقيقة التوجيه تعمل بأنظمة وقود متعددة.
وأشار البيان إلى أن الهجمات استهدفت منشآت عسكرية ومراكز دعم عملياتي للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك مطار بن جوريون وبعض المناطق الحيوية في وسط فلسطين المحتلة، مؤكدًا أن هذه الضربات تمت باستخدام عدد كبير من الطائرات دون طيار بشكل متواصل طوال الليل.
فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية أمام الهجوم
كشفت الهجمات الإيرانية الأخيرة عن ضعف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، حيث لم تكن أنظمة الدفاع الحديثة، مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، قادرة على التصدي للعملية بشكل فعال، مما دفع الآلاف من المدنيين الإسرائيليين للبحث عن الملاجئ وسط دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق.
وأظهرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما في ذلك قناة “كان”، مقاطع تظهر لحظة سقوط الطائرة المسيرة في بيسان، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف من الموقع وسط حالة من الخوف والذعر بين السكان.
خسائر بشريّة متزايدة وتصعيد مفتوح
مع هذا الهجوم، تدخل المواجهة المستمرة بين إيران وإسرائيل يومها العاشر، بعد أن نفذت تل أبيب في 13 يونيو الجاري غارة جوية قوية على العاصمة الإيرانية طهران، مستهدفة مواقع استراتيجية داخل العمق الإيراني. وفي اليوم التالي، ردت إيران بتفعيل “الوعد الصادق 3″، موجهة دفعات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيّرة، مما يُعتبر تصعيدًا غير مسبوق يواجهه الجانبان.
أدى التصعيد الحالي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة لدى الطرفين، حيث أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن مقتل أكثر من 430 مدنيًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، بينما لم تعلن إسرائيل رسميًا عن أعداد الضحايا وسط تكتم إعلامي وأمني شديد.
تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإقليمية
يؤكد المراقبون أن الضربات الجوية المتبادلة والتصعيد المتواصل قد يؤديان إلى اتساع نطاق الصراع في المنطقة، خاصة مع احتمال انخراط جماعات موالية لإيران مثل حزب الله والحوثيين في اليمن، مما يهدد المصالح الإسرائيلية والأمريكية. في هذه الأثناء، تلتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الصمت الحذر، فيما لا تزال التحركات الدبلوماسية خجولة دون تحقيق أي تهدئة فعلية، مما يجعل المجتمع الدولي يترقب الوضع العسكري بقلق في ظل احتمال انزلاق الشرق الأوسط نحو حرب شاملة.
اترك تعليقاً