طهران تتفاوض مع أوروبا وسط مخاوف سعودية من التهديد النووي الإيراني

تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران وتأثيرها البيئي

تابعت الصحف الصادرة صباح اليوم التطورات المتسارعة في الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، مع تسليط الضوء على الآثار المحتملة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وخاصة مفاعل بوشهر الذي يقع على الخليج. تشير التفاعلات الجارية إلى تهديدات أمنية وبيئية تمس دول المنطقة جميعها، وفي مقدمتها السعودية. في الوقت الذي تسعى فيه طهران لاستئناف المفاوضات مع الدول الأوروبية، عبرت الرياض – من خلال هيئة الرقابة النووية والإشعاعية – عن رفضها لأي تجاوز للخطوط الحمراء، محذرةً من خطورة الانزلاق نحو كارثة إشعاعية. يبرز القلق الخليجي من إمكانية تحول النزاع العسكري المحدود إلى صراع شامل يهدد التوازن البيئي والسياسي في المنطقة.

التحذيرات من الكوارث الإشعاعية

ذكرت صحيفة “العرب” اللندنية أن هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية أعلنت في بيانها الأخير أن أي هجوم مسلح يستهدف المنشآت النووية المدنية يُعتبر انتهاكاً للقانون الدولي، وذلك عقب الاستهداف الإسرائيلي لموقع قريب من مفاعل بوشهر. وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف السعودي، ورغم صيغته القانونية، يحمل رسالة قوية برفض تعريض أمن المنطقة، وبالأخص الخليج، لمخاطر التسرب الإشعاعي، في وقت لا تزال فيه السعودية تبدي رغبتها في الحفاظ على موقف دبلوماسي محايد.

أضافت الصحيفة أن البيان يعكس تزايد القلق في الخليج من تحول التصعيد إلى كارثة بيئية، خاصة في ضوء تحذيرات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، من أن أي هجوم على محطة بوشهر قد يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من الإشعاع النووي، مشددًا على مخاطر ذوبان قلب المفاعل واحتمالية إجلاء السكان وتوزيع حبوب اليود. وقد حذر مراقبون من أن تهديدات إسرائيل باستهداف المنشآت النووية تعقد الوضع الإقليمي، مما يتطلب من السعودية ودول الخليج اتخاذ مواقف أكثر صرامة، خصوصًا في ظل كون الخليج العربي مصدراً حيوياً للمياه المحلاة التي يمكن أن تتعرض للتلوث بالإشعاع.

في نفس السياق، أفادت صحيفة “القدس العربي” أن إيران، رغم المعاناة من الضرر الكبير الذي خلفه الهجوم الإسرائيلي الأخير على مفاعل نطنز ومواقع عسكرية أخرى، سارعت إلى تفعيل قنوات التفاوض مع الأوروبيين. وقد وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى جنيف للقاء المفاوضين الأوروبيين في مسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسط شعور إيراني بأن واشنطن قد تعاونت مع إسرائيل لتوجيه الضربة قبل بدء المفاوضات الثنائية. وقد اعتبرت الصحيفة أن طهران، التي فاجأتها قوة الهجوم، تحاول العودة للمفاوضات لتخفيف الضغط العسكري، إلا أن الموقف الأوروبي لا يزال ضعيفًا، لا سيما في ظل وجود أصوات أوروبية تدعم إسرائيل وقيام بريطانيا بتحركات بحريّة لدعمها في حال اشتدت الأوضاع.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *