جنرال سابق بالاحتلال: نصرنا على إيران مرتبط بدعم مصر والسعودية والإمارات

موقف تحليل حول السياسة الإسرائيلية للقوة العسكرية

تناول الجنرال المتقاعد يائير جولان في مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس العبرية رؤية نقدية حول سياسة الحكومة الإسرائيلية. دعا جولان إلى ضرورة تحويل القوة العسكرية إلى إنجاز سياسي مستدام يضمن الأمن والاستقرار لدولة إسرائيل في السنوات المقبلة. وحذر من أن الانتصار العسكري على إيران لن يمثل مكسبًا استراتيجيًا طويلاً إذا لم يتبعه خطوات سياسية مدروسة.

استراتيجية تتجاوز العمل العسكري

شدد جولان على أهمية تشكيل جبهة إقليمية تضم الدول المعتدلة مثل الولايات المتحدة، ومصر، والأردن، والسعودية، والإمارات، لمواجهة ما وصفه بـ “محور الشر الإيراني”. وأكد أن القيادة الإسرائيلية ملزمة بتبني رؤية استراتيجية تحل محل التكتيك العسكري التقليدي.

وأوضح جولان، الذي شغل مناصب عسكرية وأمنية رفيعة، أن الهجوم الإسرائيلي الأخير كان عملية معقدة ودقيقة تتطلب مستوى عالي من التنسيق الاستخباري. ورغم التفوق التكنولوجي الذي أظهرته إسرائيل، إلا أنه شدد على أن هذا إنجاز عسكري فحسب، محذرًا من أن تفويت الفرصة الحالية قد يؤدي إلى تكرار الأخطاء السابقة.

وأشار الكاتب إلى أن الهدف ليس الإطاحة بنظام إيران أو تدمير برنامجها النووي بالكامل، معتبراً أن هذه الأهداف “غير واقعية” وقد تزيد من عزيمة إيران على التسلح. واستشهد جولان بالحرب الإيرانية العراقية ليؤكد أن النظام الإيراني استطاع البقاء رغم الخسائر الفادحة.

كما دعا جولان القيادة الإسرائيلية لاستغلال الزخم الحالي لتقديم مبادرة سياسية تؤدي إلى اتفاق نووي جديد يكون أكثر فاعلية من اتفاق 2015. وأكد على أهمية أن يعتمد الاتفاق على الجوانب التي تقوي الردع المتبادل وتوفير الرقابة المشددة بدلاً من الإذلال السياسي.

واختتم مقاله بالتساؤل عن السياسة الإسرائيلية في غزة، مشيرًا إلى أن وجود قدرات كبيرة ضد إيران يجب أن ينعكس في جهود تحرير الرهائن أو القضاء على حماس. وأكد أن السبب وراء ذلك ليس عسكريًا بل سياسيًا، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية تتحمل مسؤولية تعطل القرارات الأمنية بسبب الحسابات الداخلية.

في نهاية المقال، أكد جولان أن القوة يجب أن تكون وسيلة لتحقيق أهداف أكبر، وأن الزعامة الحقيقية تتجلى في قدرتها على تحويل الإنجازات العسكرية إلى واقع إقليمي مستقر وآمن، مشددًا على أن هذه هي الفرصة لتأكيد مستقبل إسرائيل كقوة إقليمية رائدة، لا مجرد رد فعل.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *