الحياد في مهب الريح: الأردن والسعودية تواجهان صراع إيران وإسرائيل

أعلنت 21 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا بشكل قاطع عن رفضها للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران منذ 13 حزيران/ يونيو 2025، حيث جاء ذلك في بيان مشترك صدر في بداية الأسبوع. وأكدت الدول الموقعة على البيان، بما في ذلك الأردن والسعودية، أن على إسرائيل وقف “أعمالها العدائية” تجاه إيران، معربة عن قلقها البالغ من التصعيد الذي قد يؤدي إلى إحداث صراع إقليمي أكبر وزعزعة استقرار المنطقة.

التوترات الإقليمية

في الوقت الذي تشارك فيه كل من الأردن والسعودية في هذا التوجه، إلا أنهما لم تتخليا عن التدخل، حتى وإن كان بشكل غير مباشر، في الصراع الإسرائيلي الإيراني. فقد أكد الجيش الأردني إسقاط صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه إسرائيل خلال عبورها مجاله الجوي. على الرغم من عدم إصدار saudia لأي بيان رسمي كالأردن، فإن الخبراء يشيرون إلى احتمال تأكيد السعودية لهذا التعاون.

العوامل الداخلية

تمثل هذه الديناميكيات محورا للتوترات السياسية في كلا البلدين، حيث يعبر المواطنون عادة عن مشاعر سلبية تجاه إسرائيل. في الأردن، يُعتبر حوالي 60% من السكان من أصل فلسطيني، ما يزيد تعقيد موقف الحكومة تجاه أي نوع من الانحياز لإسرائيل. حظر جماعة الإخوان المسلمين في نيسان/أبريل 2023 بعد الكشف عن خلية إرهابية يعكس القلق من تصاعد التطرف بين الشباب، مما يجعل الحكومة الأردنية حذرة في تمثيل سياستها العسكرية على أنها تضامن مع إسرائيل. ووفقًا لإدموند راتكا، رئيس مكتب مؤسسة كونراد أديناور في عمان، تسعى الحكومة الأردنية لتبرير اعتراضها للصواريخ الإيرانية من منظور الدفاع عن النفس، مشيرة إلى أن المجال الجوي الأردني يجب أن يحترم من قبل الدول الأجنبية.

بجانب ذلك، تحتاج الحكومة الأردنية إلى الحفاظ على موقفها المنسجم مع التزاماتها تجاه الولايات المتحدة، والتي تعتبر شريكة أمنية رئيسية. يتعين عليها التوازن بين حماية أجوائها وضمان عدم اعترافها علنًا بإجراءات تمثل دعمًا لإسرائيل، بما في ذلك أي عمليات اعتداء عسكري تكون إسرائيل مسؤولة عنها.

السعودية في موقع حرج

تجد السعودية نفسها في وضع معقد، إذ عُرفت بموقفها الرسمي الذي يحث على التضامن مع إيران، مع وصفتها بـ”الشقيقة”. ومع ذلك، تسير السعودية باتجاه مختلف خلف الأبواب المغلقة، حيث تشير التقارير إلى تعاونها مع إسرائيل ضد التهديد الإيراني، خصوصًا من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية.

السعودية قد تسهل لطائرات إسرائيلية التحليق فوق أراضيها، مما يعكس درجة كبيرة من المرونة في التعامل مع التهديد الإيراني. بالرغم من التقارب الأخير بين السعودية وإيران، تبقى العلاقات بينهما هشة وتستند إلى الحماية العسكرية الأمريكية التي تعتمد عليها السعودية منذ عقود، مما يجعلها تتحسس من أي تصعيد محتمل.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *