التصعيد في الأوضاع الإقليمية بين إيران وإسرائيل
أوضح محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، في تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة، أن الخيار المتاح أمام الولايات المتحدة يتلخص في شن هجوم على منشأة “فوردو”، مضيفاً أن القنابل الأمريكية لا تستطيع اختراق هذه المنشأة. وخلال حديثه لوكالة “تسنيم” الإيرانية، أكد رضائي على أن إيران لم تلجأ حتى الآن إلى استغلال قدراتها البرية أو البحرية، ولم تناقش استخدام وسائل الضغط المتعلقة بالنفط، أو إغلاق مضيق هرمز، أو حتى الاستعانة بحلفائها في المنطقة المحيطة بفلسطين المحتلة.
التوترات الإسرائيلية والخطوات العسكرية
وفي ذات السياق، وجه رضائي رسالته إلى المستوطنين الإسرائيليين، مشدداً على ضرورة مغادرتهم بأقصى سرعة ممكنة. وأكد أن الظروف الحالية لا تسمح للعدو، الذي يعاني من الضعف، باستعادة أنفاسه من خلال وقف إطلاق النار. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريحاته التي أدلى بها الخميس الماضي، نجاح القوات الإسرائيلية في تدمير أكثر من نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. وحينما سئل عن استعداد إسرائيل لمواجهة الهجمات الصاروخية، ذكر نتنياهو أن التركيز الأساسي ينصب على القضاء على منصات الإطلاق بدلاً من عدد الصواريخ الإيرانية، مشيراً إلى أن جوهر الحرب يدور حول تحييد هذه المنصات. وقد أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي قد تمكن من تدمير نحو 40% من هذه المنصات.
على صعيد متصل، أفادت مصادر إقليمية وغربية لوكالة “رويترز” أن الغارات الكثيفة التي تنفذها إسرائيل لا تستهدف فقط إضعاف المنشآت النووية الإيرانية أو القدرات الصاروخية، بل أيضاً تهدف إلى إضعاف النظام الإيراني من الداخل ووضع قيادته تحت ضغط الانهيار. وذكرت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لدفع إيران لتقديم تنازلات بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم والتوقف الدائم عن تطوير الصواريخ الباليستية.
كما أضاف أحد المسؤولين في المنطقة أن الحملة الإسرائيلية تسعى إلى تقليص قدرة النظام الإيراني على إجراء استعراضات عسكرية والحفاظ على تماسكه الداخلي، مما يؤدي إلى تقويض سلطة المرشد الأعلى علي خامنئي. وزادت إسرائيل من نطاق هجماتها لتشمل المنشآت الحكومية الكبرى في العاصمة الإيرانية، طهران، بما في ذلك مقرات الشرطة ووسائل الإعلام الرسمية. ووفقاً لمصادر حكومية ودبلوماسية، فإن تل أبيب تخطط لمواصلة عملياتها الجوية على الأقل لمدة أسبوعين، مع الاعتبار أن وتيرة الضربات ستعتمد على سرعة القضاء على القدرات الصاروخية الإيرانية.
تعكس هذه التصريحات من كلا الجانبين تزايداً ملحوظاً في حدة الأزمة الإقليمية، وتنذر بمزيد من التصعيد في المواجهات العسكرية والدبلوماسية، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز مواقعه وتقليص الخيارات أمام الآخر.
اترك تعليقاً