باحث سياسي: تحليل لآخر اشتباكات طرابلس وكشف مصادر تمويل المليشيات

الوضع السياسي في ليبيا: التحديات والعنف المستمر

رغم مرور أكثر من 14 عامًا على ثورة ليبيا، لا تزال البلاد تعاني من غياب العدالة والسلام، حيث تُظهر الأوضاع الأمنية والاقتصادية استمرار هيمنة المحسوبية والعنف. يعبر الباحث السياسي الليبي، حافظ الغويل، عن قلقه من تكرار هذه الأنماط مما يؤدي إلى تفاقم الصراعات في البلاد.

أزمة ومستقبل غير واضح

تشير الاشتباكات الأخيرة في طرابلس إلى وجود إفلات من العقاب وغياب تام للسيطرة الفعلية من قبل الحكومة. فقد أظهرت هذه الأحداث كيف يمكن للنخب الحاكمة استغلال العنف لتحقيق مصالحها الخاصة. تعاني ليبيا من استخدام لثروتها النفطية بشكل يذكي نار المحسوبية، حيث تذهب عائدات النفط والغاز لدعم المليشيات، بدلاً من تلبية احتياجات المواطنين الأساسية.

في هذا السياق، انتقد الغويل ما أطلق عليه “حملة التطهير الفاشلة” التي قامت بها حكومة طرابلس مؤخرًا. إذ اعتبر أن هذه الحملة لم تكن إصلاحًا حقيقيًا، وإنما كانت محاولة لإعادة توزيع القوة والنفوذ بين النخب. تطرّق الغويل إلى عملية اغتيال القيادي غنيوة الككلي، مشيرًا إلى التأثير السلبي لهذه الأحداث على استقرار السياسة في البلاد، حيث أن الحكومة تعتمد بشكل كبير على المليشيات المتحالفة مثل “اللواء 444 قتال”، التي تتلقى دعمًا ماليًا كبيرًا شهريًا، تقدر بملايين الدولارات، من خزينة الدولة تحت مسمى “الأجهزة الأمنية”.

وفي ختام تحليله، أوضح الغويل أن جزءاً كبيراً من عائدات النفط الليبي، يصل إلى 6 مليارات دولار فصليًا، يُعاد توجيهها عبر شبكات تهريب الوقود، التي تخدم مصالح قلة من الأشخاص بينما تفقد الدولة مواردها اللازمة لتعزيز الاقتصاد وتحقيق الاستقرار. يمثل هذا الوضع تحدياً كبيراً أمام إعادة بناء ليبيا، حيث يستمر النهب في عمق الهيكل السياسي والاقتصادي، مما يهدد مستقبل البلاد ويعمق من أزمتها الحالية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *