اللاعبات لديهن القدرة على الزواج والأمومة دون التأثير على مسيرتهن الرياضية
تعتقد العديد من الجماهير الرياضية، وخاصة في أوساط النساء، أن اللاعبات في مختلف دول العالم غير قادرات على الإرتباط أو إنجاب الأطفال، وذلك استنادًا إلى الفكرة السائدة أن ممارسة كرة القدم قد يعيقهن عن ذلك. يُعتقد أن التغيرات الجسدية والهرمونية التي تطرأ على الأجسام بعد الولادة تؤثر سلبًا على قدرتهن على العودة للعب بنفس المستوى، مما يتسبب في تراجع لياقتهن البدنية.
أهمية الدعم في فترة الحمل والإنجاب
في هذا السياق، أكدت الدكتورة نوال عمر، استشارية النساء والولادة المتخصصة في الرياضة النسائية، أن النساء يمكنهن ممارسة الرياضة بعد التعافي من الولادة، حتى وإن تعرضن لتغيرات هرمونية وجسدية خلال فترة الحمل والرضاعة. وأشارت إلى أنه من الضروري توفير رعاية خاصة للمرأة الرياضية خلال فترة ما بعد الإنجاب، وخاصة في لعبة كرة القدم، من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين المناسبة.
وتحدثت د. نوال عن بعض اللاعبات المحترفات اللاتي تزوجن وأنجبن أطفالًا، ثم عدن للملاعب بجودة وإصرار، مثل تشينا ماثيوز، ألموث شولت، كريستال دان، وسارة بيورك جونارسدوتير. كما أشارت إلى الجهود المبذولة في المجال، حيث أصدر اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين دليلًا مفصلًا يتناول كيفية التعامل مع فترة الحمل ودعم اللاعبات في المراحل المختلفة من مسيرتهن الرياضية بعد الإنجاب، تحت عنوان “دليل العودة للعب بعد الولادة”.
وأوضحت أن الدليل يبرهن على إمكانية اللاعبات الجمع بين الزواج والأمومة وممارسة الرياضة، حيث يمكن لللاعبة أن تستفيد من فترة راحة تصل إلى عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام خلال فترة الحمل، على أن تبدأ بتمارين بسيطة ومناسبة لصحتها بعد التعافي. وعند العودة التدريجية إلى الملعب، يجب أن تكون هناك برامج تدريب مخصصة تهتم باللياقة البدنية وإعادة التأهيل.
في ختام حديثها، نبهت د. نوال إلى أن بعض الأندية تبدأ بتقليل أو وقف رواتب اللاعبات عند طلب إجازة الحمل، إلا أن بعضهن حصلن على الدعم والرعاية من محكمة كرة القدم في الاتحاد الدولي، واستعدن رواتبهن بعد تقديم مطالبات قانونية. من الرائع أن العديد من اتحادات كرة القدم العالمية بدأت تضمين شروط تتعلق بالحمل والإنجاب في عقود اللاعبات، مما يساعد في حماية حقوقهن ويضمن تحقيق التوازن بين المسؤوليات العائلية والمهنية.
اترك تعليقاً