خمسة تحديات خفية تؤثر على أداء الشركات في السعودية

تحديات التطور السريع للشركات السعودية

تشهد الشركات السعودية نمواً سريعاً وتوسعاً في مختلف القطاعات، إلا أن العديد منها يواجه تحديات داخلية تؤثر سلباً على تحقيق النتائج المرجوة. وفي إطار مشاركته في معرض قمة الموارد البشرية بالرياض، أشار غاريث، الرئيس التنفيذي لشركة Noviro Solutions، إلى خمس عوائق رئيسية تعيق فعالية الشركات رغم توفر الاستراتيجيات الاستثمارية.

عوائق التقدم في الأعمال

أول تلك العوائق هو ضعف التوافق بين القيادات، حيث يؤدي عدم وضوح الأدوار وتعدد الأولويات بين أعضاء الفريق التنفيذي إلى تضارب في التوجهات وتأخير في التنفيذ. وأوضح غاريث أن “اتساق القيادة لا يعني الاتفاق، بل التحرك في اتجاه واحد، وغياب هذا الاتساق يعرقل الأداء”.

العائق الثاني هو الثقافة التنظيمية التي لا تدعم الطموح، إذ تتناقض القيم المعلنة في بعض الشركات مع السلوكيات اليومية، مما يخلق فجوة تعيق التحول المطلوب. وأضاف غاريث: “لقد رأينا شركات تتحدث عن الابتكار، لكنها ترفض أي مخاطرة، وهذا التناقض يقتل أي تطور فعلي”.

أما العائق الثالث، فهو الهيكل الإداري الذي لا يواكب التغيرات، حيث تتمسك بعض الشركات بهياكل قديمة رغم تغير استراتيجياتها، مما يؤدي إلى إرهاق الفرق وتكرار المهام. وصرّح غاريث بأن “لا يمكن تحقيق نتائج جديدة بأساليب قديمة، والهيكل يجب أن يتغير مع تغير الأهداف”.

كما يبرز العائق الرابع في تجربة الموظف غير المحفزة، إذ يشعر الموظفون بالإحباط بسبب غياب التواصل أو قلة التقدير أو محدودية فرص النمو، مما ينعكس سلباً على الأداء. وأوضح غاريث أن “تجربة الموظف هي التي تحدد مدى نجاح الاستراتيجية، وإذا كانت ضعيفة، فلن تنجح أي خطة”.

وأخيراً، تعاني الكثير من الشركات من فجوات في المواهب، حيث تفتقر إلى بيانات واضحة عن المهارات المتاحة والمطلوبة، مما تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير دقيقة. وأشار غاريث إلى أن “التوظيف العشوائي دون فهم الاحتياج الحقيقي يهدر الوقت والموارد”.

وفي ختام حديثه، دعا غاريث الشركات إلى التحرك بجدية، مؤكداً أن إعداد الاستراتيجية هو خطوة أولى فقط، حيث قال: “رفع راية النجاح بعد كتابة الخطة أمر مبكر، فالتنفيذ هو التحدي الحقيقي”. وأكد على أهمية التركيز على خمس خطوات أساس لتحقيق النجاح، وهي: مراجعة توافق القيادة بانتظام، تحديد سلوكيات العمل الفعلية ومكافأتها، تعديل الهيكل التنظيمي عند كل تحول، تحليل تجربة الموظف ومعالجة نقاط الضعف، وجمع وتحليل بيانات القدرات بدقة. وأختتم غاريث بأن “رؤية 2040 ستفرض معايير أعلى، ولن تنجح كل شركة في مواكبتها. السوق يتحول من مساحة فرص إلى ساحة اختبار، ومن لا يستعد، سيخرج من السباق”.