موسى محرّق: كلمات لم أتصور أنها سترافقه في رحلته الأخيرة إلى السماء

رحيل موسى محرّق: وقفة تأمل في مسيرة إنسان نبيل

بغصة حارقة ومريرة، يستعرض الكاتب الصحفي حمود أبو طالب مشاعره تجاه الرحيل المفاجئ للشاعر والمثقف والإعلامي «موسى محرّق». يسترجع أبو طالب بعض الذكريات التي عاشها مع الراحل بجوار الكاتب والروائي عبده خال في جازان، ويستعرض مدى الحب والاحترام الذي يكنه الجميع لهذا الإنسان النبيل. كما يستذكر أبو طالب عبارة «دعنا نسير باتجاه السماء»، التي قالها «محرّق» وهما يتجولان مع الغروب على ضفاف نهر في واشنطن، مما يترك في نفسه شعورًا عميقًا بالصدمة لفكرة أن محرّق، في لحظة غير متوقعة، سيغادر هذا العالم وحده، ولن يعود مطلقًا إلى نفس المدينة التي احتضنته.

ذكريات مع موسى محرّق

تجسد ذكريات الكاتب حمود أبو طالب مع موسى محرّق واحدة من اللحظات الأثيرة التي تحتفظ بها الذاكرة، حيث يُظهر اللقاء قوة الأواصر الإنسانية التي تم تشكيلها بين المثقفين في المجتمع. يتذكر كيف كانت ألواح المحادثة تتواصل بين الضحكات والمناقشات العميقة، وكأن الحياة لا تُعطي أي مساحات للفراغ. تلك اللحظة في واشنطن، التي تجمعهم في الأحاديث الملهمة، تُذكره دائمًا بأن الفراق حدثٌ غير متوقع، وأن كل لحظة يجب أن تُعاش بكاملها.

عبر هذه الذكريات، يظهر كيف أن موسى محرّق لم يكن مجرد شاعر أو مثقف، بل كان يمثل رمزًا للقيم النبيلة والفكر المستنير. كانت كتاباته تحمل صدى الأفكار التي تتجاوز حدود الزمان والمكان، مما جعله منارة للكثيرين حوله. لم يكن حديثه عابرًا، بل كان مليئًا بالحكمة والمعاني العميقة، مما جعله ينال مكانة خاصة في قلوب معجبيه وأصدقائه.

بينما ينزاح الستار عن حياة موسى، تبقى آثاره وطريقته في التعبير عن الأفكار حية في عقول من عايشوه. يُدرك حمود أبو طالب أن الأثر الذي تركه محرّق لا يمكن أن يُمحى، وأن ذكره سيظل محفورًا في قلوب الذين أحبوه. ومع كل كلمة يُكتب عنه، نعيد إحياء تلك الذكريات، ونجدد العهد بأن نستمر في السير باتجاه السماء، تمامًا كما قال محرّق ذات يوم، إيمانًا بأن الروح لا تفنى، بل تبقى حاضرة بيننا. في كل قصة تروى، وكل قصيدة تُكتب، تتفتح أزهار النبل والجمال التي عاشها وتغنى بها موسى محرّق.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *