ميلا الزهراني: هل ستنجح في الحفاظ على تألقها أم ستخدعها لحظة التألق العابر؟

ميلا الزهراني: ممثلة سعودية تبرز بتلقائية في الفن

منذ ظهورها في الساحة الفنية قبل حوالي سبع سنوات، تواصل ميلا الزهراني مسيرتها كممثلة، مشغلةً مكانها بهدوء بعيداً عن الضوضاء الإعلامية أو التوجه نحو الأضواء. وإن ما يميزها، في رأيي، ليس فقط عدد الأعمال التي شاركت بها، بل أسلوبها الفريد في تجسيد الأدوار. تتمتع بحضور فني يُمكن وصفه بـ«السهل الممتنع»، حيث تبدو الشخصيات التي تقدمها قريبة وصادقة، مما يجعلها تتجنب التصنع، بينما تحمل في عمق أدائها طبقات تعبيرية وانفعالية تؤثر في جوهر الموقف الدرامي دون الحاجة للصراخ.

ممثلة شابة وإمكانيات واعدة

لقد مكنها هذا الأسلوب من كسب ثقة عدد من أبرز المخرجين السعوديين، ومنهم هيفاء المنصور التي منحتها فرصة البطولة في فيلم «المرشحة المثالية»، الذي كان أول فيلم سعودي ينافس في المسابقة الرسمية بمهرجان فينيسيا في عام 2019. لم تكن هذه التجربة مجرد خطوة على الساحة الدولية لميلا، بل وضعت أمامها أفقاً احترافياً واسعاً عزز من وعيها السينمائي وجعل النقاد يعيرون اهتماماً لإمكانات ممثلة لا تزال في مرحلة التكوين، ولكن لديها القدرة على توظيف تلقائيتها لدعم أدوارها بطريقة محسوبة.

في فيلم «هوبال»، على سبيل المثال، وضمن تشكيل بطولة جماعية، أظهرت ميلا أن وجودها ليس مرتبطاً بكونها في مركز الشاشة، بل يكفي أن تظهر في المشهد حتى تترك أثراً في الذاكرة. هذا النوع من الحضور الناضج يُعبر عن موهبة أكبر لديها، ولا تزال لم تُظهر كل ما لديها من إمكانيات، لكنها تعبر عن نفسها بشكل متفرد: بلا صخب، وبلا اصطناع. رغم نجاحاتها النسبية في الفترة الأخيرة، تبقى ميلا في مرحلة التطور، وما حققته حتى الآن يمثل فقط بداية ناضجة. الرهان الأكبر على موهبتها يكون فيما يمكن أن تقدمه مستقبلاً إذا استمرت في وتيرة مدروسة في مسيرتها، وسعت لصقل نجاحاتها عبر الاحتكاك بخبرات عالمية وانتقاء أدوارها بعناية تتناسب مع صدق أدائها. في هذه الحالة فقط، لن تكون ميلا مجرد وجه مألوف في المشهد السعودي، بل قد تصبح واحدة من الرواد في تعزيز سينما سعودية أكثر نضجاً وامتداداً.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

More posts