السعودية واحتفائها باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، حيث أكدت وزارة البيئة أن شعار هذا العام يركز على «استعادة الأرض.. وفتح أبواب الفرص». يهدف الشعار إلى زيادة الوعي بالجهود المبذولة لحماية البيئة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، مما يساهم في توفير فرص عمل لملايين الأشخاص حول العالم ويعزز الأمن الغذائي والمائي. كما أن هذه الجهود تعمل على تعزيز القدرة الاقتصادية للمملكة، التي تتميز بتنوعها الجغرافي والمناخي، من صحاري شاسعة وجبال وسواحل إلى سهول ووديان ومناطق زراعية.
تعزيز قدرة المملكة البيئية
في إطار حرصها على الحفاظ على هذه البيئة الفريدة، أطلقت المملكة عدداً من المبادرات البيئية البارزة مثل مبادرة السعودية الخضراء، والتي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود المقبلة. حاليًا، يجري تنفيذ 86 مبادرة وبرنامجًا تحت هذه المبادرة، باستثمارات تتجاوز 705 مليارات ريال في مجالات الاقتصاد الأخضر المختلفة. تسعى هذه المشاريع إلى تحقيق أهداف رئيسية، تشمل خفض الانبعاثات الكربونية، وزيادة تشجير المملكة، وحماية المناطق البرية والبحرية.
يتماشى هذا التوجه مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد مستدام ومزدهر، والارتقاء بجودة الحياة. ومن بين المنجزات التي تحققت حتى الآن، إعادة تأهيل أكثر من 313 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة وزراعة أكثر من 115 مليون شجرة، إضافةً إلى استصلاح أكثر من 118 ألف هكتار وحماية 18.1% من المناطق البرية و6.49% من المناطق البحرية. كما تم إعادة توطين أكثر من 8277 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في المحميات الطبيعية، مثل المها العربي وظبي الإدمي والوعل، مما يساهم في تحقيق هدف استدامة المناطق المحمية ليصل إلى 30% من مساحة المملكة البرية والبحرية بحلول عام 2030 وفقًا للمعايير والاتفاقيات الدولية.
في جانب التوعية البيئية، أطلقت الوزارة مبادرة تهدف إلى رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وتعزيز الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية لحمايتها. تركز هذه المبادرة على الحد من التلوث بمختلف أنواعه، والمحافظة على الموارد الطبيعية، وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة من خلال تعزيز الأدوار والمشاركة الفعالة لجميع فئات المجتمع. كما تعمل المنظومة على عدد من المبادرات البيئية المهمة، منها تقييم البيئات البحرية والساحلية وإعادة تأهيل البيئات المتضررة وإدارتها بشكل مستدام. تم إطلاق رحلة العقد، التي تُعتبر أول مسح شامل لمناطق لم يسبق دراستها في المياه السعودية، وكان أبرز اكتشافاتها رصد عدد من الثقوب الزرقاء وكتل حيوية ضخمة للأسماك في أعماق البحر الأحمر. وقد تم تنفيذ مسوحات ميدانية لأكثر من 600 موقع للشعاب المرجانية و200 موقع للحشائش البحرية و100 موقع لأشجار المناجروف، وهو ما يعكس جهود المملكة في تقييم وحماية بيئتها البحرية.
اترك تعليقاً