رحيل المؤرخ الرياضي السعودي أمين ساعاتي
رحم الله المؤرخ الرياضي السعودي، عضو مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، الدكتور أمين ساعاتي، الذي يُعد من أبرز الشخصيات في توثيق الحركة الرياضية بالمملكة. كان أول من أصدر كتابًا رياضيًا سعوديًا بعنوان (الاتحاد في التاريخ) عام 1382هـ، وقد أفنى حياته في التأريخ والتوثيق الرياضي من خلال مؤلفات تشكل مرجعية للأجيال. وعلى الرغم من الكلام الكثير عن الدكتور أمين وصاحبته مآثره، يبقى من الصعب علينا الإيفاء حقه، فهو نموذج فريد يجمع بين الرياضة والإعلام والإدارة. وقد عاصرت خلال السنوات التي قضيتها معه في «عكاظ» أكثر من مجرد تجربة عمل، حيث أصبح لنا كصحفيين مرشدًا ودليلًا بخبرته الواسعة في المجال الصحفي والإداري.
المؤرخ الرياضي السعودي أمين ساعاتي
من أبرز معالم علاقتنا به إشرافه على إدارة التدريب في «عكاظ» قبل ثلاث عقود، حيث كان مسؤولًا عن الدورات التدريبية التي تُعقد للموظفين في مقر الصحيفة، المدعوم بمركز تدريب مؤهل. ومن الجميل أنني حضرت أول دورة تحت إشرافه، حيث كان حريصًا على متابعة كل صحفي بشكل فردي لتعزيز قدراتهم ورفع معنوياتهم حتى انتهاء الدورة. لم تكن علاقتنا علاقة مدير وموظف فحسب، بل كان (رحمه الله) شخصًا متفتحًا مستمعًا للجميع ويقوم بتصحيح المعلومات الرياضية للصحفيين، مما يجعله مرجعًا موثوقًا في هذا المجال.
أذكر لحظة جميلة عندما سألني عن فريقي المفضل، وعندما أخبرته أنني مشجع للاتحاد، ابتسم وقال: “الله يعينك”. وعندما سألته عن السبب، أبدى رأيًا رائعًا حول مشاعر جمهور الاتحاد أثناء الانتصارات والهزائم. كما أدهشني حينما أخبرته عن تجربتي في اللعب في فريق الأشبال بالنادي، وكيف تسببت لي إصابة في الرأس بالتوقف عن اللعب في النادي، لكن شغفي لكرة القدم لم ينطفئ.
في الختام، أسأل الله أن يرحم الفقيد الغالي ويمنحه فسيح جناته، وأتقدم بخالص التعازي لأسرته وأقاربه، وخاصة البروفيسور عبدالإله ساعاتي، والدكتور نبيه، وجميع أبنائه، سائلاً الله أن يتغمده برحمته الواسعة.
اترك تعليقاً