الحرب على حماس: كيف فتحت الأبواب لهجوم إسرائيلي محتمل أوسع على إيران؟

ستعرض التطورات الأخيرة الأحداث الكبيرة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، حيث اتضحت التحولات الاستراتيجية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الإيراني في المقال التالي.

تطورات استراتيجية في الصراع الإسرائيلي الإيراني

قام الهجوم الإسرائيلي المكثف على إيران، والذي بدأ منذ الجمعة الماضية، بتغيير قواعد اللعبة بشكل كبير في المنطقة. ويأتي هذا الهجوم كنتيجة لسلسلة من العمليات المنسقة التي تهدف لإضعاف حلفاء إيران، وقد بدأت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. إن إسرائيل استثمرت في زخم الحرب على غزة، الساحة التي شهدت خسائر فادحة في صفوف الفلسطينيين، لتوجه ضربات مؤلمة ضد حركة حماس ومن ثم تمتد العمليات لتشمل جبهات جديدة مثل لبنان، العراق، اليمن، وصولاً إلى إيران.

تحولات في المعادلة العسكرية

بعد تراجع قدرات حماس، وقعت الأنظار نحو حزب الله، الذي يعد ثاني أقوى فصيل في محور المقاومة. بينما واجه الحزب ضغوطًا عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة، تمكنت إسرائيل من استهداف عدد من قيادات الحزب وتدمير جزء من ترسانته الصاروخية. تأثير هذه العمليات كان واضحًا، حيث تراجعت قدرة حزب الله على الدعم المباشر لأهداف إيران، مما أظهر الظهر الإيراني مكشوفًا أمام الهجمات المباشرة.

في الوقت ذاته، شهدت أكتوبر 2024 ضربة جوية كبرى من قبل إسرائيل، والتي كان لها دور كبير في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية. هذه الضربات استهدفت مراكز الرادار ونقاط الإطلاق الدفاعية، مما قلل من قدرة طهران على التصدي للهجمات الجوية، وفتح المجال أمام عمليات أوسع ضمن ما سمي بعملية “الأسد الصاعد”.

في سياق موازٍ، فإن سقوط نظام الأسد في سوريا كان له تأثير كبير على المصالح الإيرانية، حيث فقدت طهران أحد أبرز حلفائها. هذا الانهيار زاد من عزلتها الإقليمية وأثر على قدرتها في مواجهة إسرائيل من الجبهات الخارجية.

على الرغم من استمرار الحوثيين في شن هجمات من اليمن على أهداف إسرائيلية، إلا أن هذه الهجمات لم تؤد إلى أي تأثير استراتيجي ملحوظ. فقد اعتبرت هذه الهجمات أشبه بجبهة إعلامية أكثر منها جبهة عسكرية بسبب القوة الفائقة للدفاعات الجوية الإسرائيلية وغياب الدعم الإقليمي لطهران.

مع تزايد ضعف المحور الإيراني، وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة لدفع الهجوم ضد إيران بهذه الطريقة. عملية “الأسد الصاعد” جاءت بعد سلسلة من التحركات الاستباقية ضد إيران، وأدت إلى مقتل عدد من القيادات العسكرية البارزة وعلماء نوويين إيرانيين، مما يمثل تحولاً مهمًا في قواعد الاشتباك بين الجانبين.