علماء روس يكتشفون جزيرة جديدة في بحر قزوين نتيجة انخفاض منسوب المياه

أكد العلماء الروس ظهور جزيرة جديدة بالكامل في شمال بحر قزوين، حيث أشارت صور الأقمار الصناعية الملتقطة في نهاية عام 2024 إلى ظهور شريط رملي ممتد فوق سطح البحر. وفي منتصف عام 2025، أكدت بعثة ميدانية هذا الاكتشاف، حيث تقع الجزيرة على بعد نحو 30 كيلومترًا جنوب غرب جزيرة مالي زيمتشوجني. تُعد هذه الجزيرة جزءًا من الحدود بين أوروبا وآسيا لأكبر بحر داخلي في العالم، وهي بالكاد ترتفع فوق سطح الماء.

تشير التقارير إلى أن هذه الجزيرة نشأت نتيجة لتقليص مستوى مياه بحر قزوين بشكل غير معتاد. وقد أشار العلماء إلى أن مستوى البحر قد شهد انخفاضًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، وهو ما يتعلق بشكل رئيسي بارتفاع معدلات التبخر بسبب تغير المناخ وظواهر تكتونية إقليمية. ولاحظوا أن مستويات المياه بدأت بالتراجع مرة أخرى منذ عام 2010.

ظهور الجزيرة الجديدة

وفقًا لتأكيدات علماء البيئة، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في نوفمبر 2024 كومة من الرمال والرواسب التي تتصدر سطح البحر. وعندما زار فريق بحوث روسي الموقع، رأى العلماء بوضوح بقعة رملية مسطحة فوق الماء، حيث كانت مرافقها رطبة وتربطها تلال رملية صغيرة، غير أنها ترتفع قليلاً عن مستوى البحر المحيط.

وبسبب الظروف الجوية العاصفة وضحالة المياه، كان من الصعب على الفريق الوصول إلى الجزيرة بالقارب، لذا استخدم الباحثون الطائرات بدون طيار لأخذ لقطات جوية للموقع. أكدت هذه الصور الجوية الشكل والحجم الفعلي للجزيرة الجديدة، وجاءت الصور الميدانية لتظهر الجزيرة على أنها سهل رملي منخفض خالٍ من أي نوع من النباتات.

التغيرات البيئية والتوقعات المستقبلية

تعد هذه الجزيرة دليلًا على التغيرات الجيولوجية والعوامل البيئية في بحر قزوين. وأشار العلماء إلى أن دورات ارتفاع وانخفاض مستوى المياه على المدى الطويل قد تكشف عن ضفاف تحت الماء يتشكل فيها جزر مؤقتة، كما هو الحال مع بركان كوماني بانك الطيني الموجود قبالة سواحل أذربيجان. قد تصبح الجزيرة الجديدة مع مرور الزمن موطنًا مناسبًا لتكاثر الطيور البحرية أو مكانًا لصيد فقمات بحر قزوين، ولكنها قد تتعرض للتهديد نتيجة فقدان المياه الناتج عن تغير المناخ، بالإضافة إلى الأنشطة التكتونية أو البركانية المحتملة.

سيتيح مصير هذه الجزيرة للعلماء فهمًا أفضل للتفاعل بين مستويات مياه بحر قزوين وتغير المناخ، بالإضافة إلى حركات الأرض، وما قد ينجم عن ذلك من تشكيل مواطن جديدة عندما تتحرك سواحل هذا البحر الداخلي.