التنافس العربي يضع السعودية أمام تحديات وخيارات مصيرية

أداء المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2026

لقد كانت تصفيات المرحلة الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 بمثابة صدمة كبيرة، حيث لم يتوقع أكثر المتشائمين المستوى المحبط الذي قدمه المنتخب السعودي. تعرض “الأخضر” للهزيمة أمام أستراليا بنتيجة (1-2) على أرضه ووسط جماهيره، مما عكس الصورة السلبية التي ظهرت بها في هذه التصفيات. هذه الهزيمة كانت الثالثة للمنتخب في المجموعة، ليصبح في المركز الثالث برصيد 13 نقطة، متجهاً نحو الملحق الآسيوي المؤهل للبطولة.

نتائج غير مرضية

كان من المتوقع أن يقدم المنتخب السعودي أداءً أفضل، لكن الواقع جاء مغايراً تماماً. تعثر المنتخب في 7 مباريات، حيث خسر 3 وتعادل في 4، محققاً 3 انتصارات فقط، اثنان منها كانا ضد الصين. كان من الواضح أن المنتخب افتقد للشفافية والقدرة التنافسية، خاصة بعد التعادل مع إندونيسيا والبحرين على أرضه في بداية المسار. وبالرغم من أن المنتخب السعودي كان يُعتبر من بين أفضل الفرق على أرضه، إلا أنه واجه انتكاسات مؤلمة في 4 مباريات أمام جماهيره.

قبل البدء في المرحلة الثالثة، تخلت إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم عن التحضير الجيد، إذ استمرت في الإبقاء على المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي لم يكن مؤهلاً للتعامل مع لاعبي المنتخب ولا يخدم الأسلوب الهجومي المطلوب. وعلى الرغم من الأداء الهزيل الذي قدمه في كأس آسيا 2023، إلا أن الاتحاد استمر في دعمه، مما نتج عنه تراجع كبير في مستوى أداء المنتخب.

استدعى ذلك إعادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، لكن تحميله مسؤولية التراجع يبدو غير عادل، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي مر بها الفريق. ومع ذلك، خلفت هذه التغيرات آثاراً سلبية على تركيز اللاعبين وأدائهم.

حالياً، يواجه المنتخب السعودي تحديات جديدة بالاتجاه نحو الملحق، ويحتاج إلى بذل جهد مضاعف لتجاوز المرحلة الصعبة أمام منتخبات عربية أخرى مثل قطر والإمارات وعمان والعراق بالإضافة إلى إندونيسيا. سيتم تطبيق نظام يجمع 6 منتخبات، حيث يتأهل الثنائي الأول للمونديال مباشرة، بينما يلعب الوصيفان مواجهة فاصلة.

الرهانات عالية، إذ يجب على “الأخضر” أن يظهر بصورة مغايرة لتحقيق التأهل، حيث أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى انتقادات قوية، وقد تكون نتيجة لذلك نهاية مسيرة بعض النجوم. لذا، ليس أمام المنتخب خيار سوى التأهل بأي طريقة لتجنب الدخول في نفق مظلم قد تكون عواقبه وخيمة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

More posts