مشروع وجهة مسار مكة وتحولها العمراني
يشهد قلب مكة المكرمة تحولاً عمرانياً ملحوظاً مع إطلاق مشروع “وجهة مسار مكة”، الذي يمتد على مساحة تزيد عن 1.2 مليون متر مربع، مع الهدف الرئيسي لتحسين تجربة الزوار والسكان في هذه المدينة المقدسة. وقد صرح المهندس حمزة قزاز، مدير المشروع بشركة أم القرى للتنمية والإعمار، بأن هذا المشروع يعد من أبرز المشاريع الحضرية التطويرية في المنطقة، حيث يجمع بين مجموعة متكاملة من المرافق الفندقية والسكنية والتجارية والتعليمية والصحية.
التحولات الحضارية لمكة المكرمة
يتميز المشروع بتصميم مميز يوفر ممشى رئيسياً يتضمن مناطق مظللة وأكشاك تجارية مع مناطق جلوس مزودة بأنظمة تبريد بالرذاذ، مما يعزز من راحة المستخدمين. كما يشمل المشروع بنية تحتية متطورة تحتوي على أنفاق خدمات حديثة وشبكة للحافلات الترددية التي ترتبط مباشرة بالحرم المكي الشريف وقطار الحرمين السريع.
تتضمن المرحلة الثانية من المشروع، والتي يُقدّر تكلفتها بأكثر من 30 مليار ريال سعودي، بناء أكثر من 100 برج فندقي وسكني وتجاري، بالإضافة إلى مجمعات سكنية تستوعب أكثر من 300 ألف نسمة. ويحرص المشروع على توفير مرافق خدمية وساحات خضراء تساهم في خلق بيئة مريحة للسكان والزوار.
يتجاوز المشروع البعد العمراني ليضم أبعاداً دينية واجتماعية، حيث يسعى إلى تحقيق دمج فعّال بين السكان المحليين والزوار، وتهيئة بيئة حضرية تحترم الطابع الإسلامي للمدينة من خلال تصاميم مستوحاة من الإرث الحجازي. يتوقع المختصون أن يسهم هذا المشروع في زيادة الطاقة الاستيعابية للمدينة خصوصاً خلال موسم الحج، مما سيحول مكة إلى مدينة ذكية تستوعب تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة النقل والخدمات، لتصبح بذلك بوابة حضارية وروحية تسهل تجربة الحجاج والمعتمرين في قلب العالم الإسلامي.
اترك تعليقاً