تدخل القوات الإسرائيلية في سلوكيات السلام البحري
ذكرت تقارير صحفية بريطانية أن القوات الإسرائيلية استخدمت طائرات مسيرة لإلقاء مادة بيضاء يمكن أن تسبب التهيج على سطح سفينة تُدعى “مادلين”، حيث كانت السفينة في طريقها إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على المنطقة. وبعد إلقاء هذه المادة، صعد الجنود الإسرائيليون إلى ظهر السفينة وقاموا باعتقال نشطاء كانوا على متنها.
الهجمات غير المبررة على السفن الإنسانية
أظهرت الصور الملتقطة من السفينة “مادلين” أن سطحها غُطي بطبقة سائلة بيضاء، ويقال إن هذه المادة قد تم رشها في ساعات الفجر الأولى من يوم الاثنين بواسطة طائرة مسيرة، كما أشار الجهة المنظمة للرحلة. وحتى الآن، لم يتم معرفة طبيعة هذه المادة بشكل دقيق أو ما إذا كانت تضر بصحة النشطاء أو الطاقم. وبيّنت مجموعة “أسطول الحرية” التي نظمت الرحلة أن الطائرات المسيرة قامت برش سائل أبيض مثير للإزعاج. وكانت السفينة تحمل نشطاء من جنسيات متعددة، بمن فيهم الناشطة السويدية المعروفة جريتا ثونبرج، الذين جاؤوا للتضامن مع سكان غزة الذين يعيشون تحت الحصار.
بعد السيطرة على السفينة، قامت السلطات الإسرائيلية باعتقال ثونبرج وإحدى عشرة ناشطًا آخرين. تم اقتياد السفينة إلى ميناء أشدود داخل إسرائيل، وأثناء احتجازهم، زُعم أن الجيش الإسرائيلي عرض عليهم مقطع فيديو يوثق هجمات حركة حماس التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، قبل أن تُتخذ إجراءات لترحيلهم. كما أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بيانًا وصفت فيه ثونبرج بالنزعة المعادية للسامية، واعتبرت أن المتضامنين الذين ساندوها يساهمون في دعم حركة حماس. وأكد البيان أهمية اطلاع الأفراد على الفظائع التي ارتكبت بحق المدنيين على يد الحركة بغرض التبرير للممارسات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي.
في المقابل، اتهمت ثونبرج السلطات الإسرائيلية بخطفها ودعت المجتمع الدولي للتدخل من أجل الإفراج عنها وزملائها. وناشدت أصدقاءها وعائلتها وزملائها لبذل جهد لتحريك الحكومة السويدية للعمل على إطلاق سراح المحتجزين بأسرع وقت ممكن. تأتي تلك الأحداث في ظل استمرار جهود النشطاء والمنظمات الدولية لإيصال المساعدات إلى غزة وكسر الحصار المفروض عليها منذ سنوات، مما يعكس تزايد الانتقادات من المنظمات الحقوقية الدولية للسياسات الإسرائيلية. ورغم الإجراءات الأمنية المتشددة، بما في ذلك استخدام أساليب جديدة مثل رش المواد الكيميائية، ما زالت الجهود مستمرة لدعم سكان غزة.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات السويدية بشأن اعتقال جريتا ثونبرج، بينما دعت منظمات حقوق الإنسان إلى تحقيقات شفافة حول استخدام المواد الكيميائية ضد المدنيين العزل، مؤكدة على ضرورة احترام الحقوق الأساسية للنشطاء الذين يسعون لمساعدة المحاصرين في غزة. تستمر هذه التطورات في تعميق التوتر الدولي حول الأوضاع في القطاع وتبرز الضغوط المتزايدة على الحكومات لتحمل مسؤولياتها لإنهاء معاناة سكان غزة.
اترك تعليقاً