السعودية والصين: عام ثقافي مشترك يضيء على التعاون والتبادل في 2025

تجربة الإندماج الثقافي في الصين

أتذكر أول زيارتي للصين في عام 2022، كانت تجربة مثيرة في بلد لم أكن أعرف الكثير عنه، وسط ظروف استثنائية بسبب وباء كورونا. كانت تلك الرحلة مغامرة شكلت تغييراً في مفاهيمي المسبقة. وبالرغم من أن الصينيين كانوا متحفظين تجاهي كسيدة سعودية، فقد أتاحت لي الفرصة لعرض هويتي وثقافتي.

خلال فترة الحجر الصحي، استمتعت بمشاهدة النظام واحترامهم حتى في طرق تقديم الطعام من خلف الأبواب المغلقة. كانت تفاصيل صغيرة مثل طريقة طي الأكياس وتنظيم الغرفة تعكس قدرة الشعب على احترام ضيوفه، حتى في أصعب الأوقات. بعد عودتي للسعودية، وجدت نفسي أجيب على كثير من الأسئلة حول الصين، كان أحد أبسط الأسئلة التي طُرحت: “هل يبتسمون؟”

تفاعل مع الثقافة الصينية

زارتي الثالثة للصين أتاحت لي فرصة عميقة للتفاعل مع ثقافة هذا البلد، حيث بات الأمر سهلاً في التفاوض في الأسواق رغم اختلاف اللغة. أشارك الصينيين في تصفيقهم أثناء عروضهم الفنية، وأرحب بالأشخاص陌 وجهًا لوجه. عندما تفهم ثقافة الآخر، يصبح من السهل بناء جسور تواصل.

لا يمكن تجاهل أهمية فهم الثقافة في تعزيز العلاقات بين الدول. هذا الفهم ينعكس على الروابط بين الشعبين، وقد يؤثر حتى على قرارات سياسية واقتصادية، مثل قرار الإعفاء من التأشيرات للسعوديين.

عام 2025 سيشهد العام الثقافي السعودي الصيني، الذي يتضمن برامج تنفيذية تشمل متحف شانغهاي، حيث عُرض تاريخ السعودية العريق. تأتي هذه الفعاليات في إطار التعاون الثقافي، بما في ذلك عروض موسيقية ومعارض فنية، مثل معرض الفنان السعودي أحمد ماطر.

يساهم هذا التواصل الكبير في تقليص الفجوات الثقافية الناتجة عن المفاهيم الخاطئة. فالتبادل الثقافي، سواء عبر الفنون أو الأدب أو المأكولات، يعزز التفاهم المشترك ويتيح اكتشاف القواسم المشتركة بين الشعبين. هذا النهج يعد بمثابة خطوة استراتيجية نحو بناء علاقات متينة قائمة على الفهم والتعاون، مما يتيح فرصًا جديدة في مجالات مختلفة مثل تبادل الطلاب وورش العمل.

من خلال هذه المبادرات، يتمكن الجيل الجديد من التفاعل مع ثقافات متنوعة، مما يعزز الأهداف الثقافية الوطنية ويرسخ أسس التفاعل المستقبلي بين السعودية والصين.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *