كيفية التأكد من أن هاتفك يستمع إليك: خطوات بسيطة للتحقق

هل يستمع هاتفك إليك؟ إليك كيفية التحقق من ذلك

هل سبق لك أن تحدثت مع صديق حول منتج معين، وفوجئت بعد فترة قصيرة بإعلانات عنه تظهر على إنستجرام أو خلال تصفحك في جوجل؟ قد يبدو هذا الأمر غريبًا بعض الشيء، مما يجعلك تتساءل عما إذا كان هاتفك يسجل محادثاتك دون علمك. رغم أن هذه الشكوك قد تقترب من الحقيقة، إلا أن الوضع ليس بهذه البساطة، إذ يستدعي الأمر التفريق بين المخاوف والواقع. سنوضح كيف يمكنك معرفة ما يفعله هاتفك بالتحديد.

هل تستمع الهواتف الذكية إلى محادثاتك؟

تقنيًا، يمكن للهواتف الذكية أن تستمع إليك، ولكن فقط إذا منحتها الإذن للقيام بذلك. تعتمد أنظمة التشغيل الحديثة، سواء أندرويد أو iOS، على سياسات صارمة بشأن الوصول إلى الميكروفون؛ مما يعني أنه لا يمكن لأي تطبيق استخدام الميكروفون إلا بموافقتك المسبقة. لذلك، فإن فكرة أن الهاتف يستمع إليك بشكل تلقائي على مدار الوقت ليست دقيقة. التطبيقات لا تستخدم الميكروفون إلا إذا سمحت لها بذلك بشكل صريح.

ومع ذلك، تظل الميكروفونات في وضع استعداد للاستجابة لعبارات التنشيط مثل “Hey Siri” أو “Ok Google”، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الميكروفونات تظل نشطة باستمرار. شركات مثل آبل وجوجل تنفي استخدام هذه الاستجابة لتتبع المستخدمين لأغراض دعائية أو لتسجيل المحادثات بهدف عرض الإعلانات. إلا أنه من الضروري أن يكون المستخدمون حذرين عند منح أذونات استخدام الميكروفون للتطبيقات، ويجب أن تكون لديهم معرفة بالتطبيقات التي تمتلك هذا الإذن ووقت تفعيله.

توفر الإصدارات الحديثة من أنظمة أندرويد وiOS مؤشرات مرئية توقظ المستخدمين عندما يحاول أحد التطبيقات الوصول إلى الميكروفون أو الكاميرا. فعندما يتم تفعيل أحد هذه الأجهزة، يظهر ضوء صغير ملون في زاوية الشاشة، كما يمكن سحب مركز التحكم في iOS أو لوحة الإعدادات السريعة في أندرويد للاطلاع على تفاصيل أكثر حول التطبيق الذي يقوم باستخدام هذه المكونات.

لكن إذا لم يكن الهاتف يتنصت حقًا، فلماذا تبدو الإعلانات التي تظهر على إنستجرام أو جوجل “شخصية” إلى هذا الحد؟ والجواب هو أن الهواتف الذكية أصبحت جزءًا من بيئات متكاملة تديرها شركات مثل جوجل وآبل، والتي تجمع كمية هائلة من البيانات حول مستخدميها. حتى بدون التنصت الصوتي، فإن تاريخ بحثك، تفاعلاتك مع التطبيقات، موقعك الجغرافي، سلوكك في التصفح، وعلاقاتك عبر وسائل التواصل، جميعها تشكل بيانات كافية لتكوين ملف شخصي دقيق جدًا عنك، يسمح للمعلنين بتقديم محتوى يبدو كما لو أنهم يعرفون ما تفكر فيه.

لذا، قد تبدو الإعلانات على الإنترنت كأنها نتيجة لتجسس مباشر، لكنها في الواقع ليست كذلك، فلا يحتاج هاتفك للاستماع إليك باستمرار ليعرف اهتماماتك. إذ يكفي سلوكك الرقمي وحده لإعطاء الشركات صورة شاملة عن هويتك. على الرغم من هذا، تبقى مسؤولية المستخدم قائمة في مراقبة الأذونات التي يمنحها للتطبيقات، خصوصًا إذن الوصول إلى الميكروفون.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *