أبشر: بداية حياة رقمية للمواطن ورؤية متكاملة للمستقبل

أبشر: بداية رحلة المواطن السعودي مع الخدمات الحكومية

منذ اللحظة التي يخرج فيها المولود إلى الحياة، يبدأ والداه رحلة جديدة مع منصة “أبشر”، حيث يتم تسجيله بشكل رسمي وتوثيق وجوده في كرت العائلة بسهولة ويسر. لا حاجة للوقوف في طوابير أو تقديم مستندات معقدة، بل بلمسة زر واحدة يصل كرت العائلة إلى منزل الأسرة، وكأن الدولة تؤكد لكل أب وأم: “طفلكم في رعايتنا، ومستقبلُه مضمون”.

بوابة الخدمات الحكومية الإلكترونية

تنطلق “أبشر” لتكون بداية القصة لكل مواطن سعودي مع الخدمات الحكومية، إذ تُكوّن هذه التجربة أكثر من مجرد معاملات؛ فهي تمثل ثقة وشراكة بين المواطن والدولة. في كل خطوة، من لحظات الطفولة حتى البلوغ، يتواجد كل ما يحتاجه المواطن على منصة إلكترونية واحدة متكاملة. وفيما يكبر الطفل، يجد أمامه كل ما يحتاجه من خدمات، سواء لإصدار بطاقة الهوية الوطنية أو الحصول على رخصة القيادة، مما يسهل عليه جميع الإجراءات.

وفي مناسبات الحج، تبرز فعالية هذه المنصة بشكل واضح، حيث يمكن للحجاج تسجيل بياناتهم وإصدار التصاريح وإنهاء كافة الإجراءات الرسمية عبر الإنترنت، دون الحاجة للانتظار في طوابير طويلة. تصبح هنا التكنولوجيا خير عون للجميع، فتخفف عنهم الأعباء الإدارية.

أما في قطاع المرور، فلم يعد ضرورياً زيارة الفروع أو الانتظار، إذ يمكن إتمام كافة الخدمات مثل تسجيل المركبات وتجديد الرخص وسداد المخالفات من خلال “أبشر” في دقائق معدودة. وفي المجال العدلي، ساعدت منصة “ناجز” على تقديم خدمات عدلية متكاملة مستفيدة من موثوقية بيانات “أبشر”، مما يمنح المواطنين القدرة على متابعة قضاياهم وحجز مواعيدهم في أي وقت، مشكّلة حقبة جديدة من الراحة والأمان للمواطنين.

على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يعتبرون “أبشر” مجرد واجهة إلكترونية، إلا أن الواقع يكشف أنها قد ساهمت في توفير أكثر من 17 مليار ريال سعودي للدولة من النفقات، من خلال تقليل الحاجة إلى الورق والموظفين والتنقلات. والأهم من ذلك، ساهمت “أبشر” في تعزيز النمو الاقتصادي غير المباشر بنسبة وصلت إلى 0.4% من الناتج المحلي غير النفطي، مما يعكس تأثيرها على الاقتصاد.

وفي السياق الرقمي الحديث، تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر “نضج الحكومة الرقمية” الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، متفوقةً على أكثر من 190 دولة. يعكس هذا الإنجاز الجهود الكبيرة للمملكة في بناء بنية تحتية رقمية متطورة، وتوفير منصات خدمات حكومية رائدة مثل “أبشر”، مما يجعلها نموذجًا عالميًا في كفاءة الخدمات الرقمية. يعد هذا الإنجاز تأكيدًا على أن التحول الرقمي أصبح ضرورة وطنية لتعزيز التنمية.

والأجمل في هذه المنظومة أنها نتائج تفكير سعودي أصيل، حيث لا تعتمد على تكنولوجيا مستوردة، مما يمنح “أبشر” قيمة استراتيجية كمنصة وطنية يمكن تطويرها داخليًا دون الاعتماد على تراخيص خارجية. ورغم التحديات مثل الهجمات السيبرانية، أثبتت “أبشر” قدرتها الكبيرة على التعامل معها بكفاءة، مما يعكس عزم المملكة على حماية البيانات وتعزيز الثقة في المؤسسات الرقمية.

إن “أبشر” ليست منصة إلكترونية فحسب، بل هي رمز لرؤية وطنية تتجسد فيها التقنية وهوية المجتمع السعودي، حيث تتجاوز عدد المستفيدين 30 مليونًا، مما يجعل القصة قصة مجتمع اختار أن يعزز نجاحاته بواسطة الإنجاز والابتكار، ويتحدث عن مستقبله بلغة جديدة. هذه هي السعودية كما تجسدها منصة “أبشر”، حيث تتحول الأرقام إلى فرص جديدة، وتصبح الإجراءات اليومية نافذة تعكس الإبداع والتميز.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *