أهمية الطب الشرعي في الرقابة على الأغذية
أوصى الدكتور رائد السلطان، المتخصص في الطب الشرعي والسموم، بضرورة دمج ثلاثة تخصصات رئيسة في حملات الرقابة والتفتيش الغذائي لضمان سلامة الأغذية والكشف المبكر عن الملوثات. وأكد أن وجود ممثلين من خبراء سلامة الأغذية، وخبراء السموم، والطب الشرعي لم يعد خيارًا تكميليًا بل أصبح ضرورة ملحة لضمان نظام غذائي آمن ومتوازن، يتجاوب مع أي طارئ صحي.
التعاون بين التخصصات الصحية
وأوضح السلطان أن التطورات السريعة في أنظمة التصنيع الغذائي وتنوع مصادر الاستيراد تتطلب من الجهات المختصة تجاوز التفكير التقليدي في سلامة الغذاء كقضية تجارية فقط، لتصبح جزءًا من أولويات «الأمن الصحي والمجتمعي». وهذا الأمن الصحي يتطلب تعاونًا علميًا دقيقًا بين مجالات مترابطة تؤدي أدواراً تكاملية: علم سلامة الأغذية، علم السموم، والطب الشرعي، لحماية صحة المواطنين والمقيمين.
وأشار إلى أن دور سلامة الأغذية يبدأ منذ المراحل الأولى، حيث يتم الرقابة على سلاسل الإنتاج والتوزيع لضمان التزام المنشآت الغذائية بالاشتراطات الصحية. ويتضمن ذلك التأكد من سلامة المنتجات من حيث نسب المبيدات والمواد المضافة. كما تقوم هذه المجال بتوعية وتدريب العاملين لمنع دخول أغذية ملوثة أو مغشوشة إلى الأسواق.
أكد السلطان أيضًا أن علم السموم يعد أداة تحليلية مهمة عندما توجد شبهة أو بلاغات، حيث يقوم بفحص المواد الغذائية والحيوانية لكشف ملوثات غير مرئية مثل الهرمونات الصناعية أو المعادن الثقيلة، مما يساعد في اكتشاف الغش التجاري مثل استبدال المكونات الأصلية بأخرى أقل جودة أو ضارة.
أما الطب الشرعي فيتولى مهمات التحقيق بعد حدوث الأذى، خاصةً في حالات التسمم أو الوفاة، حيث يقوم بإجراء تحليلات دقيقة على العينات البيولوجية لتحديد نوع وكميات المواد السامة المرتبطة بالغذاء المتناول. وتستخدم تقاريره كأدلة قضائية لتحمل المسؤولية للجهات المتسببة، مما يشكل صوتًا علميًا وقانونيًا للضحايا.
وأشار إلى أن التعاون بين هذه الجهات يصبح حاسمًا في حالات التسمم الحاد، حيث تبدأ التحقيقات من الرقابة الميدانية، تليها التحاليل الكيميائية، ثم التحقيق الشرعي في حال وجود وفيات أو إصابات بليغة. وعليه، فإن التكامل بين هذه التخصصات يمتد أيضًا إلى صياغة السياسات الصحية ومكافحة الغش الغذائي، وكذلك المشاركة في حملات الاستجابة السريعة، بهدف ضمان توفير غذاء آمن ونقي لكل فرد، دون أن يشكل تهديدًا لصحة الإنسان أو حياته.
اترك تعليقاً