معضلة الأمة العربية
تروي حكاية الشيخ المسن الذي كان يتناول العشاء مع أبنائه، كيف أن الفوضى تبرز حينما يتفاقم الخوف والارتباك. فبينما كان التيس الجامح يقترب، هرع أحد أبنائه، عوض، بطريقة عشوائية أدت إلى كسر المصباح وفوضى في العشاء. تجسّد هذه القصة – التي تخلّف عوض كرمز للفشل والارتباك – واقع الأمة العربية اليوم، حيث يجب التصدي للأزمات التي تعصف بها بدءًا من مراجعة الذات والتفكير الجاد في أخطائها.
الأزمات المتراكمة بين أيدي العرب
تعيش المجتمعات العربية في حالة من عدم الاستقرار، حيث تكرر حروب ونزاعات غالبًا ما تُستغل من قبل أطراف خارجية. تتجلى هذه الفوضى السياسية والأمنية على أرض الواقع بشكل مؤلم، وعلى الرغم من كل التحذيرات، تستمر القوى الخارجية في رسم خرائط جديدة للمنطقة مستفيدة من انشغال العرب بمشاكلهم الداخلية. في هذا السياق، يشير الوضع الحالي إلى أن العديد من القيادات العربية تفتقر إلى الحس الاستراتيجي وتستعين بشخصيات تشبه عوض، تجعل الأمور أسوأ.
إن التعامل مع المواقف بحذر هو الأمر المطلوب. فالأعداء لا يستغلون فقط الأزمات بل يتواطؤون مع بعض قادة العرب الذين يبدون وكأنهم يعزّزون الأوضاع المقلوبة. وإذا نظرنا إلى التاريخ، نجد أن الأنظمة السياسية والاجتماعية تنهار عندما تتداخل الخلافات الداخلية مع المصالح الخارجية. لقد شهدت الأندلس مصيرًا مشابهًا حين تفككت مملكة الطوائف، ومع ذلك، هل سيتعلم العرب من تلك التجارب التاريخية؟
من أجل الخروج من هذه الحلقة المفرغة، يجب على القادة البارزين في الساحات العربية اتخاذ خطوات جدية لاستئصال منابع الفوضى ومكافحة كل من يتعامل لصالح الأعداء. عليكم أن تنتهجوا أسلوب العمل الجماعي من خلال منظماتكم الإقليمية لتشخيص التحديات وحلها.
كلما تعمقت الفوضى، كلما كان الخروج منها أكثر صعوبة. لذا، يجب على العرب أن ينظروا لمستقبلهم بتفاؤل حذر، وهم يعملون جاهدين للتنصل من القيادات التي تعيق تقدمهم. لكي يتحقق الأمل، ينبغي على كل فرد أن يدرك دوره ويتحمل مسؤولياته في بيئته، سواء كانت مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية، بعيدًا عن العشوائية والفوضى التي ألقت بهم إلى ما هم فيه الآن.
اترك تعليقاً