البريطانيون يدخنون 78 مليون سيجارة يومياً
تشير دراسة حديثة أُجريت بالتعاون بين منظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة وجامعة كوليدج لندن إلى أن البريطانيين يستهلكون نحو 28.6 مليار سيجارة سنوياً، مما يعني أنهم يدخنون حوالي 78 مليون سيجارة يومياً. هذه الأرقام مستندة إلى بيانات تم جمعها بين عامي 2022 و2024 والتي شملت حوالي 77,796 مدخناً في بريطانيا. وتُظهر النتائج أن التدخين لا يزال يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة، حيث يؤدي إلى إنتاج حوالي 140,000 طن متري من النفايات السامة سنوياً.
التدخين كونه مسألة صحية ملحة
تثير هذه الأرقام قلق الخبراء، الذين حذروا من إمكانية عدم تمكن إنجلترا من تحقيق هدف خفض نسبة المدخنين إلى 5% بحلول عام 2030، حيث تشير التوقعات إلى أن هذا الهدف قد لا يتحقق قبل عام 2039. وقد دعت العديد من المنظمات الصحية الحكومة البريطانية إلى تسريع عملية إصدار قانون يمنع الأشخاص المولودين بعد الأول من يناير 2009 من التدخين قانونياً.
يجسد التدخين أحد أبرز تحديات الصحة العامة على مستوى العالم، كونه يتسبب في أكثر من 7 ملايين حالة وفاة سنوياً، بما في ذلك 1.6 مليون حالة نتيجة التدخين السلبي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وفي المملكة المتحدة، شهدت نسبة المدخنين انخفاضاً ملحوظاً على مر العقود، حيث كانت 51% من البالغين مدخنين في عام 1960، بينما انخفضت هذه النسبة إلى 11.9% (حوالي 6 ملايين شخص) في عام 2023، وهي أدنى نسبة منذ بدء التسجيلات في عام 2011. ومع ذلك، لا يزال التدخين هو السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب في البلاد، حيث يتسبب في نحو 78,000 حالة وفاة سنوياً بسبب الأمراض المرتبطة به، مثل سرطان الرئة وأمراض القلب.
تظهر الدراسات أن الفئات العمرية من 25 إلى 34 عاماً هي الأكثر تعرضاً للتدخين (14% في 2023) بينما تسجل الفئة العمرية فوق 65 عاماً أقل نسبة (8.3%). كما تكشف البيانات عن تفاوت واضح في عادات التدخين بين المناطق المختلفة، حيث يدخن الأفراد في المناطق الأقل حظاً اقتصادياً ما متوسطه 11 سيجارة يومياً، مقارنة بـ9.4 سيجارة في المناطق الأكثر رفاهية. سجلت مناطق الشمال الشرقي وأسكتلندا أعلى معدلات التدخين (11.7 سيجارة يومياً)، بينما كانت لندن والجنوب الغربي الأقل (8.4 و9.5 سيجارة على التوالي).
على الصعيد التشريعي، اتخذت المملكة المتحدة إجراءات صارمة للحد من التدخين، مثل فرض عبوات سجائر موحدة منذ عام 2017، ووضع تحذيرات مصورة على العبوات منذ عام 2008، وحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة بموجب قانون الصحة لعام 2006. كما يُعتبر مشروع قانون التبغ والفيب، الذي أقرته الجمعية العامة في مارس 2025 وينتظر التدقيق في مجلس اللوردات، خطوة تاريخية تهدف إلى خلق جيل خالٍ من التدخين.
اترك تعليقاً