فيضانات مميتة في باكستان جراء الأمطار الموسمية
قتل ما لا يقل عن 54 شخصاً وأصيب 227 آخرون، معظمهم في إقليم البنجاب، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة التي اجتاحت باكستان، وفقاً لما أوردته هيئة إدارة الكوارث الحكومية اليوم (الخميس). ومن بين الضحايا، لقي 13 شخصاً حتفهم في لاهور، و8 في فيصل آباد، و4 في باكستان، و3 في شيخوبورا وأوكارا، وشخص واحد في كل من نانكانا صاحب وساهيوال.
تشهد مختلف أنحاء البنجاب هطول أمطار غزيرة ومتواصلة منذ صباح أمس (الأربعاء)، مما أدى إلى حدوث فيضانات في العديد من المناطق. ويعتبر الإقليم أكبر أقاليم باكستان، حيث يعتمد الملايين على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش. وفي ضوء هذه الظروف، طلبت السلطات من المواطنين البقاء بعيداً عن نهر يمر عبر مدينة روالبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد، وأوصت بإخلاء المنطقة بعدارتفاع منسوب المياه بشكل كبير.
موجة عنف الأمطار وتأثيرها على السكان
أعلنت الناطقة باسم هيئة إدارة الكوارث الحكومية أن حوالي 180 شخصاً قد لقوا مصرعهم منذ بدء موسم الأمطار في 26 يونيو الماضي، منهم 70 طفلاً، وأصيب نحو 500 شخص. في حين أعلن المتحدث باسم هيئة المياه والصرف الصحي أن الإدارة تواصلت مع الجيش الباكستاني، تحسباً لاستدعاء الدعم في حالات الطوارئ.
تتوقع هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية المزيد من الأمطار في الفترة القادمة، وقد أُطلقت صفارات الإنذار في المناطق المحيطة بنهر نولاه، والذي يعد مجرى طبيعياً يتغذى على مياه الأمطار في روالبندي. وارتفعت مستويات المياه لتصل إلى 22 قدماً، مما دعا الهيئة إلى إصدار أوامر بالإخلاء الاحترازي.
في ظل هذه الأزمة، أعلنت حكومة روالبندي اليوم (الخميس) عطلة رسمية، بحيث يتعين على المواطنين البقاء في منازلهم، بينما حذرت هيئة الأرصاد من استمرار هطول الأمطار الغزيرة حتى غدٍ (الجمعة). كما دعا المدير العام لهيئة إدارة الكوارث الإقليمية عرفان علي كاثيا سكان المناطق المنخفضة بالقرب من نهر نولاه إلى التعاون مع السلطات في حال أصبح الإخلاء ضرورة لا مفر منها.
تعتبر باكستان، في مثل هذه الأيام من كل عام، عرضة لرياح موسمية وأمطار غزيرة، وقد شهدت في العام 2022 فيضانات غير مسبوقة غمرت ثلث البلاد وأسفرت عن وفاة حوالي 1700 شخص. تتواصل التحديات جراء الكوارث الطبيعية، مما يبرز الحاجة الملحة لتعزيز استجابة الحكومة وتوعية المواطنين بطرق التعامل مع هذه الظروف القاسية.
اترك تعليقاً