جمال طه لـ«المصري اليوم»: مصر والسعودية تواجهان تحديات مشتركة وعليهما التعاون لمواجهة الأطماع الإسرائيلية – حوارات مستقبل الشرق الأوسط (الحلقة 32)

مستقبل الشرق الأوسط

وسط عالم يعاني من تحولات سياسية واقتصادية متسارعة، تتصاعد الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، التي تمر بمرحلة معقدة، خصوصًا بعد أكثر من عام من حرب الإبادة في قطاع غزة، حيث تبدو الآفاق لإنهائها غامضة. تمتد النزاعات أيضًا إلى جنوب لبنان، وتتردد أصداؤها في اليمن والعراق وإيران. وفي هذا السياق، نسلط الضوء على مسارات المنطقة من خلال حوارات مع نخبة من السياسيين والمفكرين والدبلوماسيين من مختلف الأطراف، لاستشراف المستقبل بالاعتماد على تجارب الماضي ودروس الحاضر.

رؤية جديدة للمنطقة

تنطلق النقاشات من جذور الصراع العربي الإسرائيلي، مرورًا بالتدخلات الإقليمية، وصعود قوى جديدة غير دولانية، وتعقيد المشهد العربي. نحن نفتح أبواب النقاش حول الدروس المستفادة من التاريخ وتأثيرها على مستقبل المنطقة، بالإضافة إلى تقديم رؤى تتعلق بالدور المحوري للدول العربية في تحقيق الاستقرار وتنمية المصالح المشتركة. النقاش هنا ينقسم إلى جزئين: الأول يتضمن مجموعة من الأسئلة الثابتة المتعلقة بمستقبل المنطقة، والثاني يسعى لاستكشاف مسائل ترتبط بخلفية الضيف، مما يسهم في إثراء الحوار بوجهات نظر متنوعة.

في هذا الإطار، يشير جمال طه، الكاتب الجيوسياسي والباحث في الأمن القومي، إلى أن رؤية الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، تستند إلى فكرة تقسيم توازن القوى في المنطقة. يصف الوضع الحالي بأنه يشهد صراعات بين ثلاثة مشاريع متنافسة: الإيراني والتركي والصهيوأمريكي، مما يبرز الحاجة إلى مشروع عربي موحد للتصدي للتحديات.

بينما يواصل العالم الحديث عن مخططات التطبيع والضغوط التي تتعرض لها الدول العربية، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية إعادة صياغة الأسس العربية للتعاون والتضامن. هل ستتمكن القوى الإقليمية، مثل مصر والسعودية، من الخروج من إطار الأزمات والتحديات لصياغة مشروع مستقبلي يعيد للعرب مكانتهم ويعيدهم إلى صدارة المشهد؟ في نهاية المطاف، يبقى الأمل والطموح أن يتجسد المشروع العربي في شكل استقرار وسلام دائم، بعيدًا عن أطماع القوى الخارجية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *