السعودية تعيد توجيه 41 ألف رحلة جوية خلال التوترات الجيوسياسية الأخيرة
أفاد عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية، أن المملكة قد أعادت توجيه نحو 41 ألف رحلة جوية في الفترة الأخيرة نتيجة للتوترات الجيوسياسية، مما يعكس مستوى الكفاءة وسرعة الاستجابة لدى الطيران المدني بالمملكة. جاء ذلك خلال مشاركته في أسبوع الطيران رفيع المستوى الذي نظمته وزارة النقل في سنغافورة، حيث تم تنظيم عددٍ من الجلسات الحوارية حول مستقبل النقل والعوامل المؤثرة فيه.
المبادرات الإقليمية لتعزيز النقل الجوي
تطرق الدعيلج في كلمته إلى التحديات الإقليمية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، مثل إغلاق بعض الأجواء، موضحًا أن هذه الظروف تحمل في طياتها فرصًا لتحسين الكفاءة التشغيلية وتوسيع التدريب للكوادر العاملة في القطاع. خلال كلمته، أبرز أهمية تحديث آليات العمل لضمان سلامة وانسيابية الحركة الجوية، مشيرًا إلى أن السعودية تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز وتطوير أساليب العمل في هذا المجال.
كما أكد على ضرورة تكثيف التعاون بين الهيئات الأكاديمية وسلطات الطيران لضمان توافق المخرجات التعليمية مع احتياجات سوق العمل، موضحًا أهمية البحوث العلمية والبرامج التدريبية المتطورة التي تتماشى مع الممارسات العالمية. وأشاد بالتعاون بين سلطتي الطيران المدني في كل من السعودية وسنغافورة، حيث تم تجديد مذكرة التفاهم التي تعنى بتدريب الكوادر، مؤكدًا على أهمية هذا التعاون في تعزيز القدرات البشرية في المجال.
وأشار الدعيلج أيضًا إلى أهمية الاستدامة في قطاع الطيران، حيث أبدى رغبته في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وشدد على أهمية الشراكة بين الدول المختلفة في مواجهة التغير المناخي من خلال استخدام التقنيات الحديثة والوقود المستدام، مثل الوقود المستدام للطيران (SAF) ونظم تشغيل أكثر كفاءة.
علاوة على ذلك، تحدث الدعيلج عن دور مبادرة الشرق الأوسط الأخضر كنموذج إقليمي للاستدامة، مشيرًا إلى البرنامج الذي أطلقته الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة والذي يشمل مشروعات مطارات محايدة كربونيًا ومبادرات لزراعة الأشجار ومشاريع لإعادة تدوير النفايات. وأكد على أهمية هذه المبادرات في تعزيز الأهداف الوطنية والعالمية تجاه الاستدامة.
في سياق متصل، تضمن برنامج أسبوع الطيران توقيع مذكرة تفاهم بين شركة مطارات جدة ومجموعة مطارات شانغي، لتعزيز التعاون في مجالات عدة، أبرزها تحسين تجربة المسافرين وتبادل الخبرات في تقنيات المطارات. وفي جلسة حوارية تحت عنوان “مستقبل النقل العالمي في عالم متغير”، ناقش الدعيلج التحديات التي تواجه قطاع النقل وضرورة التحضير للزيادة الحادة في الطلب على السفر، مما يسلط الضوء على أهمية الابتكار والتخطيط الفعال للمستقبل.
اترك تعليقاً