تأتي “زيارة الدولة” التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى تركيا، اليوم الأربعاء، لتؤكد التطور النوعي في العلاقات بين البلدين.
يبحث الشيخ محمد بن زايد خلال الزيارة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سبل تعزيز التعاون في مجالات التنمية، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتعتبر هذه المباحثات هي الثالثة بين الزعيمين خلال شهر، بعدما أجريا محادثات هاتفية في 13 يوليو و17 يونيو، حيث تم مناقشة مجالات التعاون التي تعزز التنمية في كلا البلدين.
أعرب الزعيمان عن التزامهما بدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين، مع التأكيد على أهمية العلاقات الثنائية. وتأتي هذه الزيارة بعد أقل من 8 شهور من آخر لقاء جمع بين الزعيمين في نوفمبر الماضي على هامش مؤتمر “COP29” في أذربيجان، حيث تم التباحث حول سبل تعزيز التعاون المشترك خاصة في مجالات الطاقة المستدامة.
زيارة تاريخية
تُعتبر هذه الزيارة هي الثالثة للشيخ محمد بن زايد إلى تركيا في آخر 4 سنوات، حيث سبقتها زيارتان أثناء العامين الأخيرين. ومن جهته، قام الرئيس التركي بخمس زيارات إلى الإمارات، كان آخرها في فبراير 2024. وقد أثنى أردوغان على استضافة بلاده كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات، مما يعكس تطور العلاقات بين البلدين.
عبر الشيخ محمد بن زايد عن اعتزازه بالعلاقات الإماراتية – التركية التي حققت تقدمًا متزايدًا، مؤكداً على التزام البلدين بتعزيز الاستثمارات والشراكات في مجالات متعددة. وقد تم تكريم سفارة الإمارات في أنقرة من قبل الرئيس أردوغان نظير جهودها في إغاثة الشعب التركي بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في 2023. هذا وقد كانت المساعدات التي قدمتها الإمارات لكل من تركيا وسوريا كبيرة، حيث وصلت إلى أكثر من 10,000 طن.
دلالات مثمرة
تجسد القمم واللقاءات المتكررة بين قيادتي البلدين التعاون المثمر، حيث تم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي بدأت في سبتمبر، بالإضافة إلى إنشاء “لجنة استراتيجية عليا”. ويتمثل نجاح العلاقات في تبادل 15 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة 50.7 مليار دولار، مما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين الاقتصادية.
كما منح الشيخ محمد بن زايد الرئيس أردوغان “وسام زايد” تقديراً لجهوده في تعزيز العلاقات، بينما قدم أردوغان للشيخ محمد سيارة كهربائية تركية تعبيرا عن اعتزازه بالعلاقات الثنائية. كما تم مناقشة سبل التعاون في مجالات حيوية مثل التجارة والأمن الغذائي، مما يعكس تطلعات الجانبين نحو شراكة استراتيجية قوية.
أيضاً، قمة أبوظبي في يوليو 2023 كانت شاهدة على نتائج بارزة تعزز من مسار العلاقات الثنائية.
يُعتبر الاجتماع الذي يُعقد اليوم بين الشيخ محمد بن زايد وأردوغان تتويجًا لتطور العلاقات بين البلدين، ويتوقع أن يسهم في تعزيز الشراكة والانطلاق بالعلاقات نحو آفاق جديدة تضمن ازدهار واستقرار المنطقة. تعتبر “زيارة الدولة” هذه الأعلى في الترتيبات الرسمية التي تجمع القادة، مما يدل على مكانة الشيخ محمد بن زايد ودولة الإمارات لدى تركيا.
كما تكتسب الزيارة أهميتها بعد حصول دولة الإمارات على وسام شرف من الرئيس أردوغان تقديرًا لجهودها في مساعدة تركيا إثر الزلزال، مما يؤكد العلاقة الوثيقة بين البلدين.
اترك تعليقاً