فوائد القمر لكوكب الأرض
أكد الدكتور عبدالله المسند، الباحث في الطقس والمناخ وأستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، أن القمر يحمل فوائد هائلة لكوكب الأرض تتجاوز الجوانب الواضحة مثل الإضاءة الليلية والمشاهد الفلكية المتكررة. حيث يلعب القمر دورًا جوهريًا في استقرار كوكبنا وتنظيم حياة البشر بشكل عام.
وأوضح المسند أن مدار القمر حول الأرض وتغيير أطواره يشكل تقويماً قمريًا شهريًا اعتمد عليه الإنسان لآلاف السنين. كما أن شروقه وغروبه يمثلان ساعة طبيعية يمكن للناس الاعتماد عليها في تحديد توقيت ساعات الليل. وعندما ينتقل القمر بين منازله الثمانية والعشرين خلال دورته الشهرية، فإنه يشكل تقويماً نجمياً يومياً يُستخدم منذ زمن بعيد لمتابعة التغيرات المناخية والتنبؤ بالظروف الجوية.
الارتباط الوثيق بين القمر والمناخ
أشار المسند إلى أن الاقتران الدوري للقمر مع نجم الثريا كل نحو 27 يومًا يعد مؤشراً دقيقاً لتغير الفصول. بالإضافة إلى ذلك، يقوم القمر بدور هام في تحديد الاتجاهات الجغرافية بدقة، خاصة في أوقات الليل، بفضل موقعه في القبة السماوية. كما أن إضاءته المستمدة من الشمس تساهم في تخفيف ظلمة الليل، ويختلف مقدار هذه الإضاءة وفقًا لطور القمر، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة الكائنات الحية ونشاطها الليلي.
ولفت المسند إلى التأثير المباشر لجاذبية القمر على البحار والمحيطات، حيث تساهم في ظاهرتي المد والجزر. كما يعد القمر عنصرًا أساسياً في ظاهرتي الكسوف والخسوف، إذ يتجلى دوره بين الأرض والشمس في مشهد كبير يعتبر من أعظم ظواهر الكون. وأكد أن جاذبية القمر تساهم أيضًا في استقرار ميل محور الأرض ودورانها، مما يساعد في الحفاظ على طول الليل والنهار بشكل متوازن ويحول دون اضطراب دوران الأرض.
فيما يخص الاعتقادات الشائعة حول تأثير القمر على المزاج والسلوك البشري، أوضح المسند أنه لا توجد أدلة علمية تؤكد هذا التأثير، مشيراً إلى أن هذه الأفكار لا تزال في دائرة الفرضيات التي لم تُثبت علمياً.
واختتم المسند مشيرًا إلى أن القمر، بجانب فوائده العلمية والفيزيائية، يُعد مصدر إلهام دائم للشعراء والفنانين والعلماء عبر العصور بفضل جماله وغموضه والروابط الإنسانية التي يحملها عبر التاريخ.
اترك تعليقاً