تشارك هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية في فعاليات مهرجان أفينيون الثقافي بجنوب فرنسا، مقدمةً للجمهور العالمي أربعة من الفنون الأدائية السعودية الأصيلة، بالإضافة إلى المسرحية المعاصرة “طوق” من إخراج فهد الدوسري، بهدف إبراز التراث الإبداعي وتعزيز التبادل الثقافي. تستمر هذه الفعالية حتى 22 يوليو الجاري.
الفنون الأدائية السعودية في مهرجان أفينيون
تأتي المشاركة السعودية متنوعة حيث تشمل مجموعة من الفنون الأدائية التقليدية. فن الخطوة، الذي يعتبر من أشهر الفنون الأدائية في جنوب السعودية، يتميز بأدائه من قبل الرجال والنساء بملابسهم التقليدية، ويجذب الجمهور بألحانه الوجدانية وخطواته المتناسقة. أما الخبيتي، فهو فن يبرز جمال السهول الغربية للمملكة، حيث يبدأ بأداء الكسرة المصحوبة بأنغام السمسمية والدفوف، ويتسم بلباس “الحويس” الملوّن، إضافةً إلى التنويعة الخاصة بالنساء المعروفة باسم “الصحّن”.
هذا بالإضافة إلى اللّيوة، الذي يمثل فنًا أدائيًا جماعيًا في شرق السعودية، يتم فيه التناغم بين الرجال والنساء من خلال حركات إيقاعية وأصوات آلات موسيقية مبهجة، حيث تُستخدم الطبول وآلة النفخ “الصرناي”. وأخيرًا، من فنون الأداء الراقص يأتي عرضة وادي الدواسر، الذي يتميز بإيقاعات سريعة وقصائد ملحمية تُؤدى غالبًا بالسيوف والطبول، مع ارتداء المؤدين للأزياء الوطنية السعودية الكاملة.
عرض المسرحية “طوق” ضمن الفعاليات الثقافية
إلى جانب الفنون الأدائية، تُقدم المسرحية “طوق” رؤيتها المعاصرة من قلب واقعنا اليومي، حيث تطرح تساؤلات فلسفية حول رتابة الروتين الإنساني والسعي للتخلص من القيود غير المرئية. المسرحية من إخراج فهد الدوسري، وبطولة أحمد الذكر الله، وفاطمة الجشي، ومريم حسين، وعبد العزيز الزياني، وخالد الهويدي، وشهاب الشهاب. تعكس هذه المشاركة حرص الهيئة على إبراز الفنون الأدائية السعودية على الساحة العالمية وتعزيز وجودها في مشهد الفنون المعاصرة.
مهرجان أفينيون، وهو مهرجان فني سنوي، يُقام في مدينة أفينيون الفرنسية في كل صيف. يعود تأسيسه إلى عام 1947 على يد جان فيلار، وهو يعد من أقدم المهرجانات القائمة في فرنسا. في الدورة التاسعة والسبعين التي تجري حاليًا، يُخصص المهرجان مساحة كبيرة للثقافة العربية، إذ تُعتبر “لغة النور” و”المعرفة”. وتشارك 42 عملًا من بين 300 عرض خلال هذه الدورة، مؤكدةً على أهمية التنوع والمساواة الذي يسعى إليه المهرجان في تقديم أعماله.
اترك تعليقاً