اقتران القمر وزحل: فرصة فلكية مميزة
قال أبو زاهرة إن هذا المشهد الفلكي البديع يمثل فرصة مثالية لهواة الفلك ومحبي السماء، إذ لا يتطلب رصده أي أدوات فلكية متقدمة. وأوضح أن “القمر سيبدو واضحًا بضوئه الأبيض المشرق، وعلى جانبه كوكب زحل بلونه الذهبي الخافت الذي يشبه نجمًا ساطعًا”. سيكون المنظر أوضح وأجمل في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي.
وأشار إلى أن هذا الاقتران يُعتبر واحدًا من الظواهر التي تجمع بين الجمال البصري والفائدة العلمية. وفسر أن “الاقتران في علم الفلك هو ظاهرة تحدث عندما يظهر جرمان سماويان، كالقمر وكوكب ما، قريبين من بعضهما في السماء من منظور الراصد على الأرض. يحدث ذلك رغم أن بينهما مسافات شاسعة، ويعود هذا إلى وقوعهما على نفس خط الطول السماوي تقريبًا”.
زحل وحلقاته: تغير مع مرور الزمن
تحدث أبو زاهرة عن إحدى أبرز الظواهر المرتبطة بكوكب زحل هذا العام، وهي “عبور مستوى الحلقات”، الذي حدث في مارس 2025. فقد أصبحت حلقات زحل موازية تمامًا لخط نظر الأرض بزاوية ميل قريبة من 0 درجة، ما جعلها شبه غير مرئية حتى من خلال التلسكوبات الصغيرة. وأضاف: “مع مرور الأشهر، بدأت زاوية ميل الحلقات بالتزايد تدريجيًا، لتبلغ حاليًا بين 1 و4 درجات فقط، مما يجعلها تظهر في السماء كخط رفيع يحيط بزحل”.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الزاوية في الارتفاع خلال الشهور المقبلة، لتعود الحلقات للظهور بوضوح أكبر بحلول عام 2026. وأكد أن هذا التغير الدوري في شكل حلقات زحل هو نتيجة لميل محور دورانه، الذي يبلغ نحو 26.7 درجة. هذا الميل هو ما يجعلنا نرى حلقات زحل أحيانًا بزاوية مائلة واضحة، وأحيانًا أخرى بشكل جانبي ضيق، كما هو الحال هذا العام.
وشدد أبو زاهرة على أن مثل هذه الظواهر الفلكية لا تُعد مجرد مشاهدات ليلية خلابة، بل تحمل أيضًا بُعدًا علميًا مهمًا. فهي تساعد في فهم حركة الأجرام السماوية ومواقع الكواكب، كما توفر فرصة ممتازة لتعلم كيفية تتبعها بالعين المجردة. وقال: “اقتران القمر بزحل هذه الليلة هو مناسبة فلكية مميزة، فهو يمنحنا فرصة لرؤية كوكب الحلقات الأشهر في النظام الشمسي، ويعزز فهمنا حول كيفية تغيّر مظهره من الأرض تبعًا لموقعه وحركته المدارية”.
دعوة للاستمتاع بعيدًا عن ضوء المدينة
في ختام حديثه، دعا رئيس الجمعية الفلكية بجدة عموم المواطنين والمهتمين إلى متابعة هذا المشهد الفلكي، قائلاً: “هو مشهد لا يفوت، يجمع بين هدوء الليل وروعة الكون، ويذكرنا دائمًا بعظمة هذا النظام السماوي البديع الذي نحيا في ظله”.
اترك تعليقاً