الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي
كشفت دراسة عالمية جديدة أعدّها معهد IBM لقيمة الأعمال، بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدر التحول العالمي في تبني منصب “الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي”، كدور قيادي ضروري لوضع وتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات. وبيّنت الدراسة، التي شملت أكثر من 600 رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي من 22 دولة و21 قطاعاً مختلفاً، أن 33% من المؤسسات الإماراتية قامت بتعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 26% عالميًا، مما يعكس ريادة الإمارات والتزامها المبكر بتوظيف هذه التكنولوجيا الحيوية. وأظهرت نتائج الدراسة ارتباط وجود هؤلاء الرؤساء بعوائد استثمارية أعلى، حيث تحقق المؤسسات التي تعتمد هذا الدور عائد استثمار أكبر بنسبة 10% على إنفاقها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وترتفع هذه النسبة إلى 36% في المؤسسات التي يقود فيها الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي نماذج تشغيل مركزية أو هياكل تنظيمية تربط المركز بفِرق عمل متعددة.
قادة الابتكار في المؤسسات
قال عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد: “الذكاء الاصطناعي ليس إنجازًا منفردًا، بل هو سلسلة من الخطوات الصغيرة تتجذر في الثقافة النهج المؤسسي”. وشدد على أن الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي هو من يدفع بهذا الاتجاه في مختلف القطاعات مثل الإدارة العامة والرعاية الصحية والتعليم. يتجاوز هذا الدور كونه مجرد خبير تقني، بل هو حلقة وصل بين الرؤية والتنفيذ. وتضمن التقرير رؤى متعمقة من جهات حكومية بارزة في الإمارات، مثل هيئة الطرق والمواصلات وجمارك دبي، مما يساهم في إبراز ريادة الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي المؤسسي.
القيادة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي
قال سعيد الفلاسي، مدير مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، أن تبني دبي المبكر لمنصب “الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي” يعكس التزام الدولة الوطني برؤية مستقبلية مسؤولة. وأشار إلى أن الدراسة تُظهر أن هؤلاء الرؤساء يرتقون بالاستراتيجيات ويدعمون رؤية دبي نحو المستقبل، مما يوفر بيئة خصبة لإحداث تأثير قابل للتوسع في القطاعات الحيوية.
الركيزة الأساسية للاقتصاد المعرفي
وفي إطار تعليقه على النتائج، قال شكري عيد، نائب رئيس ومدير عام شركة IBM في منطقة الخليج، “تُعزز تعيينات الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات مكانتها العالمية، مما يضمن توظيف الذكاء الاصطناعي كممكن استراتيجي في مختلف القطاعات”. وأكد هذا التوجه رؤية الدولة الاستباقية نحو بناء اقتصاد معرفي جاهز للمستقبل.
تنفيذ استراتيجيات فعالة
قالت لولا موهانتي، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في خدمات IBM الاستشارية: “من خلال تعيين الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي مبكرًا ومنحهم صلاحيات مالية ورؤية واضحة، وضعت المؤسسات في الإمارات أسسًا قوية لبناء ذكاء اصطناعي مؤسسي فعال”. وأشارت إلى أن المرحلة التالية تتطلب التحول من المشاريع التجريبية إلى دمج الذكاء الاصطناعي في الوظائف الأساسية بما يحقق عوائد استثمار قابلة للقياس.
الدعم والتمكين المؤسسي
أظهرت الدراسة أن الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يحظون بدعم مباشر أكبر من القيادة العليا، حيث أكد 90% منهم أنهم يتلقون دعمًا كافيًا من الرئيس التنفيذي مقارنة بـ 80% عالميًا. كما يشير 86% من هؤلاء الرؤساء إلى أنهم يتمتعون بدعم واسع من الفريق التنفيذي، مقارنة بـ 79% عالميًا. وتبيّن أن 69% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات تم تعيينهم من داخل المؤسسة، وهو ما يعكس التزامًا بتطوير القيادات من داخل المؤسسات.
الأدوار المحورية في التنفيذ
وأكدت الدراسة على الأدوار المحورية للرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات في صياغة وتطبيق استراتيجيات الذكاء الاصطناعي. حيث يتحكم 79% من هؤلاء الرؤساء في ميزانية الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 61% عالميًا. كما يركّز 62% منهم على بناء حالات استخدام عملية، بينما يشير 50% إلى أن أداء تطبيقات الذكاء الاصطناعي من مسؤولياتهم الأساسية.
خبرات تقنية وتشغيلية
يشتهر الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في الإمارات بامتلاك مزيج من الخبرات التقنية والتشغيلية، حيث يتمتع 69% منهم بخلفية في البيانات، ويعمل 48% منهم في مجال العمليات. ويبرز هذا التوجه القيادي البارز في تنفيذ الاستراتيجيات الذكية.
الابتكار المستمر
واعترف الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في الإمارات بأهمية قياس نتائج الذكاء الاصطناعي، مؤكدين ضرورة الاستمرار في الابتكار حتى دون وجود مقاييس مثالية. حيث يرى 76% منهم أن المؤسسات قد تتراجع إذا لم يتم قياس أثر الذكاء الاصطناعي، ورغم ذلك، يمضي 74% منهم قدمًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي حتى غياب المقاييس الدقيقة للعوائد.
التحديات المستقبلية والنمو
على الرغم من الاستثمارات الكبيرة، أظهرت الدراسة أن العديد من المؤسسات في الإمارات لا تزال في مراحل مبكرة من تطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. حيث إن 76% من هذه المؤسسات ما زالت في مراحل تجريبية مع تطبيقات محدودة النطاق، مقارنة بـ 60% عالميًا.
اترك تعليقاً