الجيش السوري يفرض حظر التجول في السويداء بعد دخوله المنطقة

تدخل القوات السورية إلى السويداء

شهدت مدينة السويداء السورية اليوم (الثلاثاء) دخول القوات الحكومية للمرة الأولى منذ استلام السلطة الجديدة زمام الأمور بعد انهيار نظام بشار الأسد في الـ8 من ديسمبر الماضي، وذلك عقب اشتباكات استمرت على مدى اليومين الماضيين. وحدث هذا التطور بعدما طلب زعماء الدروز الذين كانوا يرفضون أي وجود عسكري للحكومة، من مقاتليهم تسليم السلاح والسماح للقوات الحكومية بالدخول.

استعادة السيطرة على المدينة

أعلنت وزارة الدفاع السورية عن بدء دخول الجيش إلى مدينة السويداء، ودعت الأهالي للبقاء في منازلهم، مشيرة إلى أن القوات الأمنية تستهدف المجموعات الخارجة عن القانون التي تحاول الهروب من الاشتباكات عبر الانسحاب إلى وسط المدينة. في ظل هذه الأوضاع، تم فرض حظر للتجول في المدينة «حتى إشعار آخر»، حسبما أفادت وزارة الداخلية, مؤكدة أن القوات ستبدأ دخول مركز المدينة.

وفي هذا السياق، ذكر قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي أنه سيتم دخول القوات من وزارتي الداخلية والدفاع إلى مركز المدينة، مرفقاً ذلك بإعلان حظر تجول في الشوارع حتى إشعار آخر. وقد رحبت الرئاسة الروحية الدرزية بالدخول الحكومي، داعية الفصائل المسلحة إلى التنسيق معها وسهولة دخولها وتسليم أسلحتها لوزارة الداخلية.

في ذات الوقت، أبدت الهيئة القريبة من الشيخ الدرزي المعروف حكمت الهجري ترحيبها بدخول القوات الحكومية، ودعت جميع الفصائل المسلحة في السويداء للتعاون مع القوات الحكومية. كما نادت بفتح قنوات الحوار مع الحكومة السورية من أجل معالجة تداعيات الأحداث الراهنة وتعزيز مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة.

من جهة أخرى، أفاد شهود عيان في قرية المزرعة التي تقع على مشارف السويداء عن سماعهم لصوت قذائف وانفجارات، مشيرين إلى دخول أرتال عسكرية ومعدات ثقيلة تابعة للقوات الحكومية إلى محيط المدينة. وأكدوا استمرار الاشتباكات في بعض البلدات مع وجود وحدات عسكرية تستعد للدخول إلى المدينة.

خلال اليومين الماضيين، شهدت السويداء أبرز المواجهات منذ إسقاط نظام بشار الأسد، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المسلحين البدو والفصائل الدرزية المسلّحة قبل تدخل القوات الحكومية. ومنذ مايو الماضي، يتولى مسلحون دروز مسؤولية إدارة الأمن في السويداء وفقاً لاتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات، رغم وجود مسلحين من عشائر البدو السنة في مناطق ريفية.

وفي تصريح له، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن مسؤولية حمل السلاح تقع فقط على عاتق الدولة، مشدداً على أن سورية تعود تدريجياً إلى مكانتها الطبيعية على الصعيدين العربي والدولي. وفي رده على تدخلات بعض الأطراف في الشأن السوري، قال الشيباني: «لا أحد مخول بالتدخل في شؤوننا الداخلية».

إضافةً إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع السورية عن مقتل 18 عنصراً من الجيش جراء هجمات جماعات مسلحة في السويداء، وأشارت إلى نشر وحدات إضافية لتعزيز الأمن والاستقرار في المدينة بعد التوترات الأخيرة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *