تجدد الاقتتال في محافظة السويداء
عادت محافظة السويداء إلى دائرة الاقتتال مجددًا، حيث أسفرت الاشتباكات الأخيرة بين مجموعات عسكرية محلية من الطائفة الدرزية وعشائر في حي المقوس عن سقوط عدد من الضحايا من المدنيين وعنصر من الجيش السوري بين قتلى ومخطوفين. يعود هذا الوضع المتوتر إلى تراكمات سابقة من التوتر، في ظل وقوع الفوضى وانفلات الأمن بسبب غياب المؤسسات الرسمية المعنية. في هذه الأجواء، عانى المجتمع المحلي من عجز واضح عن احتواء الأزمة، خاصة بعد incident سلب وقعت على طريق دمشق – السويداء، والتي طالت أحد العاملين في القطاع التجاري ما أدى إلى عمليات خطف متبادلة بين الأطراف المتنازعة. وقد دعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والاستجابة للنداء الوطني لإرساء الإصلاح.
عودة الأزمات الأمنية
من جهته، أكد قائد قوى الأمن الداخلي في درعا العميد شاهر جبر عمران أنّ قوى الأمن الداخلي تعمل على ضبط النقاط الحيوية والمعابر غير الرسمية بين درعا والسويداء، حرصًا على منع انتقال التوترات إلى درعا وتسلل عناصر خارجة عن القانون إلى مناطق الاشتباكات. كما تم توقيف مجموعة من الأفراد بسبب ظهورهم في مقطع مصور يتحدثون بصفة فردية وغير مخولة عن قضايا السلم الأهلي، مشددين على أن التصريحات حول القضايا الوطنية تصدر فقط عن الجهات الرسمية.
وقد أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أن قوات الداخلية ووزارة الدفاع قد دخلت المحافظة في صباح اليوم، على أمل حسم الموقف بحلول عصر اليوم، مشيرًا إلى ضرورة نزع سلاح جميع المجموعات الخارجة عن القانون بشكل كامل. وفي سياق متصل، أكد وزير الداخلية أنس خطاب، عبر تغريدة على منصة إكس، أن غياب مؤسسات الدولة، لاسيما العسكرية والأمنية، يعد سببًا رئيسيًا للتوترات المستمرة في السويداء وريفها، مشددًا على أهمية استعادة الأمن وتفعيل دور المؤسسات لضمان السلم الأهلي.
من جانبها، أصدرت وزارة الدفاع بيانًا أكدت من خلاله متابعتها للأحداث الدامية في محافظة السويداء، التي أسفرت عن مقتل 30 شخصًا وإصابة حوالي مئة، داعية جميع الأطراف إلى التعاون مع قوات وزارة الدفاع وقوى الأمن الداخلي، موجهة تحذيرات من خطورة استمرار التصعيد الذي يؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين. وأكدت الوزارة على استعدادها دعم أي مبادرة تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي وبناء مستقبل آمن للجميع.
وفي سياق الأحداث، دعا المجلس العسكري في السويداء أبناء الجبل إلى الوعي والتكاتف ونبذ أي خطاب طائفي أو تحريضي، مؤكدًا أن مسؤولية حماية الأمن تقع على عاتق الجميع. كما أعربت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، نجاة رشدي، عن قلق المنظمة إزاء أعمال العنف والاختطاف في المنطقة، مشددة على ضرورة حماية المدنيين واستعادة الهدوء. وبدوره، أكد المنسق الأممي في سورية على أهمية تهدئة الأوضاع وحماية المدنيين في ظل هذه التطورات الحاصلة.
اترك تعليقاً