تحت التعذيب.. الطبيب حسام أبو صفية يخسر 40 كيلوغرامًا في سجون الاحتلال!

بعد زيارة المحامية غيد غانم قاسم للأسير الطبيب حسام أبو صفية، تم الكشف عن معاناته القاسية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث فقد حوالي 40 كيلوغراماً من وزنه، ليصبح وزنه الحالي 60 كيلوغرامًا بعد أن كان 100 كيلوغرام. وأوضحت قاسم على حسابها في منصة (فيسبوك) أن أبو صفية تعرض لاعتداء جسدي عنيف استمر لمدة 30 دقيقة، استهدف منطقة القفص الصدري والوجه والرأس والرقبة، بينما تواصل سلطات الاحتلال رفض تقديم العلاج والأدوية اللازمة له، أو عرضه على طبيب مختص، على الرغم من الأعراض الصحية التي تظهر لديه، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب.

كما أضافت أنه لا يزال يرتدي ملابس الشتاء على الرغم من ظروف الاعتقال السيئة التي يواجهها، والتي تشمل التجويع والتعذيب والعزل في زنزانة مظلمة تحت الأرض لا تصلها أشعة الشمس. وفي هذا السياق، أكدت وزارة الصحة في غزة أن الأسرى من الطواقم الطبية يعيشون في ظروف مأساوية داخل معتقلات الاحتلال، إذ تُفرض عليهم قيود مشددة تفوق تلك المفروضة على باقي الأسرى.

وأفادت الوزارة أن 360 من الطواقم الصحية تم اعتقالهم منذ بداية الهجوم العسكري على قطاع غزة، بينهم أطباء ذوي خبرات في تخصصات مهمة حُرم منها الجرحى والمرضى في القطاع. وطالبت الوزارة الجهات الدولية المعنية بالتدخل العاجل من أجل تجريم ممارسات الاحتلال ضد الأسرى من الطواقم الطبية، والضغط للإفراج الفوري عنهم.

يُذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت د. حسام أبو صفية (52 عامًا) في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعد اقتحام “مستشفى كمال عدوان” شمال غزة، حيث أُخرِج تحت تهديد السلاح بعد تدمير المستشفى وإخراجه عن الخدمة. وقد ارتبط اسم أبو صفية بدوره الإنساني خلال الحرب على غزة، حيث كان من بين الأطباء الذين واصلوا عملهم لإنقاذ المصابين على الرغم من القصف.

وقد أثار اعتقاله ردود فعل واسعة، خاصة بعد انتشار صورة له وهو يرتدي معطفه الطبي، يسير وسط الدمار محاطًا بآليات الاحتلال، في مشهد أصبح رمزًا لصمود الكوادر الطبية الفلسطينية. وخلال فترة العدوان، عانى أبو صفية مثلاً فادحًا، إذ فقد نجله إبراهيم خلال اقتحام قوات الاحتلال للمستشفى في تشرين الأول/أكتوبر 2024، كما أصيب في نوفمبر من ذات العام نتيجة قصف استهدف المستشفى، لكنه رفض مغادرة موقعه واستمر في تقديم العلاج حتى لحظة اعتقاله.

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تقوم “إسرائيل” وبدعم أمريكي بارتكاب مجازر في قطاع غزة تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية لوقف هذه الانتهاكات. وقد خلفت تلك المجازر أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين في ظل ظروف إنسانية صعبة، ما أدى إلى وفاة الكثيرين جراء المجاعة وعمليات القصف، فضلاً عن الدمار الواسع الذي أحدثته تلك العمليات العسكرية.

وضع مأساوي للطبيب حسام أبو صفية في سجون الاحتلال

تعكس الحالة المأساوية للطبيب حسام أبو صفية الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى، وخاصة أولئك من الكوادر الطبية، الذين لا يُسمح لهم بالحصول على الحقوق الأساسية في العلاج والرعاية الصحية. إن مقتضيات تدعيم حقوق الأسرى وإنهاء الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها باتت ضرورة ملحة، تستوجب التفاعل العاجل من المجتمع الدولي لضمان حريتهم وكرامتهم.

معاناة الأسرى الفلسطينيين تحت الاحتلال

تمثل قضايا الأسرى جزءًا أصيلاً من معاناة الشعب الفلسطيني، وتجسد المضايقات التي تتعرض لها الكوادر الطبية والإنسانية في ظل الاحتلال. إن الصمود الذي يميز الطبيب حسام أبو صفية وزملائه من الطواقم الطبية يعكس روح الكفاح والتحدي، ويستدعي دعمًا أكبر لقضيتهم الإنسانية والحقوقية على الساحة الدولية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *