أحداث متلاحقة في السويداء السورية: ما الذي يجري؟

أحداث السويداء وتداعيات العنف المتبادل

تتواصل الاشتباكات العنيفة في محافظة السويداء السورية، مما يثير التساؤلات حول مصير الأوضاع هناك، إذ يبدو أن المنطقة تترقب ما إذا كانت ستشهد إنهاءً للتصعيد الراهن أو أنها على مشارف مرحلة جديدة من الصراع. ووفقاً لمصدر في وزارة الدفاع السورية، فقد سقط 6 قتلى من عناصر الجيش أثناء محاولات فض الاشتباكات بين الدروز وعشائر البدو. وقد أدت هذه المواجهات، التي بدأت مساء السبت، إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين، كما ورد في البيان الرسمي لوزارة الداخلية.

التوترات الأمنية في السويداء

أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أن الأحداث تتجه نحو حلٍّ لمصلحة الدولة السورية، مستندًا إلى رؤية رئاسة الجمهورية، حيث تمركزت قوات الداخلية والدفاع في المنطقة منذ ساعات الصباح. في هذه الأثناء، تم تنفيذ خطة انتشار أمني تهدف إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار، وقد تم الإشارة إلى أن المجموعات المسلحة تستخدم المدنيين كدروع بشرية. وتأتي هذه الأحداث في وقت تعاني فيه المؤسسات الرسمية من غياب التواجد الفعال، مما ساهم في فوضى عارمة والافتقار إلى أية استجابة فعّالة من قبل المجتمع المحلي لحل الأزمة.

البداية كانت مع حادثة سرقة سيارة على طريق يربط السويداء بالعاصمة دمشق، والتي تلتها احتجاز متبادل للمدنيين، مما أفضى إلى اشتباكات مسلحة بين تشكيلات مسلحة وعشائر بدوية في حي المقوس. وقع تبادل لإطلاق النيران وحرقت بعض الممتلكات، مما أسفر عن حركة نزوح جماعي من بعض المناطق المتضررة.

وأعلن مصدر في وزارة الدفاع السورية عن مقتل 6 جنود خلال جهود فض الاشتباك، مشيراً إلى أن هناك خطوات لتعزيز الوجود العسكري مع توفير ممرات آمنة للمدنيين. تأتي هذه التطورات بعد جهود وساطة تولاها شيخ عقل الطائفة الدرزية، يوسف جربوع، الذي تمكن من ضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين. وقد أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز تحذيرات من الفتن، مشددة على أن الدماء خط أحمر. ويُعتبر تصريح “حركة رجال الكرامة” في هذا السياق دليلاً على القلق العام حول عدم قدرة الحكومة على ضمان حماية المدنيين، مما يعكس تدهور الوضع في المحافظة.

السويداء، التي تعد معقل الطائفة الدرزية في سوريا ويقدر عدد سكانها بحوالي 700 ألف نسمة، قد شهدت أحداثًا مشابهة في الأشهر السابقة، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح قبل أن يتم التوصل إلى اتفاقيات تهدئة. وتأمل جميع الأطراف المعنية في أن تنجح جهود السيطرة على الوضع المتردي وأن يتم العودة بالاستقرار إلى المنطقة سريعًا.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *