أولمرت: الشرطة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية ‘جرائم حرب’ في الضفة الغربية

جرائم الحرب اليومية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية

وفي حديثه يوم السبت، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت أن جماعة “شبان التلال” الاستيطانية المتطرفة تقوم بارتكاب “جرائم حرب يومية” ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن الشرطة تتحمل مسؤولية تجاه هذه الجرائم إذ تتغاضى عنها وتترك الجيش دون اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأكد أولمرت في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية أن العنف يتعرض له الفلسطينيون بشكل يومي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، حيث تقوم هذه الجماعة بارتكاب انتهاكات جسيمة.

انتهاكات جسيمة بحق الفلسطينيين

وصف أولمرت اعتبار جماعة “شبان التلال” مجرد أقلية بأنه “ادعاء كاذب”، مشددا على أنهم يتمتعون بدعم قوي مما يمكنهم من مواصلة أعمالهم العدائية. وتعتبر هذه المجموعة الشبابية الاستيطانية ذات التوجه اليميني المتشدد قد نشأت عام 1998 وتؤمن بضرورة إقامة دولة يهودية على “أرض إسرائيل الكبرى”، وذلك على حساب السكان الفلسطينيين. يقيم أغلب اعضائها في بؤر استيطانية بالضفة الغربية، ويعارضون بشدة إخلاءها، ويتسببون في اعتداءات متواصلة على الفلسطينيين، حيث استهدفت بعض أنشطتهم تأسيس جماعة “تدفيع الثمن” المتطرفة.

وفي وقت سابق، في 21 مايو/أيار، أكد أولمرت، الذي شغل منصب رئيس الحكومة من 2006 إلى 2009، أن الجرائم التي تمارسها إسرائيل لا تقتصر على قطاع غزة فقط، بل تشمل أيضا الضفة الغربية بمعدل يومي. وفي مقابلة معه عبر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، حذر من الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، مشيرا إلى أن هذه الأفعال تعتبر قريبة من جرائم الحرب. وأشار إلى أن الوضع الحالي هو “حرب بلا هدف”، معتبرا أن الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء يموتون، بالإضافة إلى عدد كبير من الجنود الإسرائيليين، وهو أمر مقلق للغاية.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد أعلن قبل أيام عن إنشاء وحدة شرطية تضم عشرات المستوطنين، وكان الهدف منها هو تنفيذ “سيادة” تل أبيب على الضفة الغربية المحتلة. وتضم هذه الوحدة مجموعة من المتطوعين من المستوطنات، ومن المتوقع أن تقوم بتوفير استجابة سريعة وفعالة للأزمات، بالإضافة إلى تعزيز الأمن في المنطقة.

ومؤخرا، على خلفية التصعيد في الضفة الغربية، قامت مجموعة من المستوطنين بقتل فلسطينيين اثنين في بلدة سنجل شمال رام الله، أحدهما نتيجة اعتداء بالضرب وآخر بإطلاق نار حسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. وفي تطور آخر، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أصدرت الولايات المتحدة عقوبات على جماعة “شبان التلال” بسبب مماطلتهم في إقامة بؤر استيطانية غير شرعية في الضفة الغربية. وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بأن هذه العقوبات لن تكون فعالة في التأثير على الجماعة لأنها ليست منظمة رسمية. وقد فرضت عقوبات مماثلة من قبل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأستراليا في وقت سابق من العام ذاته.

في الوقت نفسه، تستمر الاعتداءات من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس، مما تسبب في استشهاد نحو 998 فلسطينيًا وإصابة نحو 7000 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 18000 فلسطيني، وفق المعطيات الفلسطينية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *