إسرائيل تدرس إمكانية تنفيذ اجتياح بري جديد لغزة

توترات عسكرية في غزة ومفاوضات لوقف إطلاق النار

رجّحت معلومات من مصادر سياسية في إسرائيل أن القيادة السياسية قد تقوم بإعطاء أوامر للجيش لاستئناف المناورات البرية في وسط غزة، في حال فشلت المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة. وأفاد موقع “واللا” الإسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لزيادة الضغوط العسكرية على حركة حماس من خلال نقل العمليات العسكرية من شمال القطاع إلى المنطقة الوسطى، بالتزامن مع دفع السكان نحو الجنوب ومحاصرة المخيمات في هذه المنطقة، بالإضافة إلى دير البلح في وسط غزة.

صراعات حول خريطة الانسحاب

بحسب تلك المصادر، يبدو أن كلاً من إسرائيل وحماس ترغب في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن لا تزال هناك خلافات قد تُحل تحت ضغط الوساطة خلال الساعات المقبلة. فقد تبادلت حماس وإسرائيل الاتهامات يوم السبت الماضي بتعطيل المفاوضات غير المباشرة التي تهدف للتوصل إلى توافق بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وأشار مصدر فلسطيني إلى أن المفاوضات التي تُعقد في الدوحة منذ الأسبوع الماضي تواجه صعوبات كبيرة بسبب إصرار إسرائيل على تخطيط خاص للانسحاب تم تقديمه يوم الجمعة، وهو يتضمن إعادة انتشار للجيش الإسرائيلي بدلاً من انسحاب حقيقي، حيث تفضل إبقاء القوات في أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع.

وفي هذا السياق، حذّر المصدر من أن خريطة الانسحاب التي اقترحتها إسرائيل تهدف إلى حشر مئات الآلاف من النازحين في منطقة غرب رفح، مما يتيح إمكانية التهجير إلى مصر أو بلدان أخرى، وهو الأمر الذي ترفضه حركة حماس بشدة. وأوضح أن الوفد المفاوض لحماس لن يقبل بالخرائط الإسرائيلية المطروحة لأنها تعني منح الشرعية لإعادة احتلال نحو نصف مساحة القطاع، وجعل غزة مناطق معزولة دون معابر أو حرية في التنقل.

كما كشف أن الوسطاء القطريين والمصريين طلبوا من كلا الطرفين تأجيل مناقشة الانسحاب حتى وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوحة. وفي السياق ذاته، طالبت حركة حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق التي تمت السيطرة عليها بعد تاريخ 2 مارس، أي بعد انتهاء هدنة استمرت شهرين، متهمة إسرائيل بمواصلة سياسة المماطلة وتعطيل التوصل للاتفاق لأغراضها العسكرية.

وقد تم الإشارة إلى أنه تم تحقيق بعض التقدم في ما يتعلق بمسألة المساعدات الإنسانية وملف تبادل الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية مقابل الرهائن الإسرائيليين في غزة، بينما اتهم مسؤول سياسي إسرائيلي حماس برفض تقديم تنازلات وبتنفيذ حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات. من جانبه، أوضح المسؤول أن إسرائيل أبدت استعدادها لإظهار بعض المرونة في المفاوضات، بينما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن خطة جديدة للانسحاب قد تُعرض في الدوحة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *