التصعيد الأمني في طرابلس: تطورات متسارعة وتهديدات مستمرة
تعيش العاصمة طرابلس حالة من التوتر الأمني على الرغم من وجود “هدنة هشة” تسيطر على المدينة. إلا أن المؤشرات على احتمالية التصعيد تبرز بين الفينة والأخرى، مما يعكس مخاوف من تجدد الاشتباكات بين قوات حكومة “الوحدة الوطنية الموقتة” ومجموعات مسلحة معارضة تتقدمها “قوة الردع الخاصة”.
أجواء متوترة والتحذيرات تتوالى
إحدى أبرز المعطيات المقلقة كانت تصريحات رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد الدبيبة، الذي طرح الأسبوع الماضي شروطاً لتجنب التصعيد، أهمها تسليم مطلوبين إلى النائب العام، السيطرة على المطارات والموانئ والسجون، وحل الميليشيات. يعد ذلك بمثابة إعلان حرب للقوى الخارجة عن القانون، حيث قال الدبيبة: “صبرنا نفد وآن الأوان لبسط سلطة الدولة”، موضحًا إحباط عمليات إمداد ميليشيات بأسلحة من دول أخرى.
كما أن إظهار التصعيد اللفظي من قبل الدبيبة كان له صدى في كلمات وزير الداخلية، عماد الطرابلسي، الذي دعا إلى ضرورة اتخاذ المجلس الرئاسي خطوات حاسمة تجاه الأجهزة الأمنية، مؤكدًا على أهمية تابع المطار لسلطة الحكومة.
بينما التزمت قوة “الردع” الصمت حيال تلك التهدیدات، استمرت الأخبار حول تحشيدات عسكرية في العاصمة طيلة هذا الأسبوع. ويدين أبوالقاسم قزيط، عضو المجلس الأعلى للدولة، تسرع التحضيرات لعملية عسكرية في طرابلس، مشيرًا إلى وجود دعم ما لهذه العملية رغم المخاوف من العواقب الوخيمة.
في ذات السياق، عُقدت مراسم تسليم 800 مركبة آلية لوزارة الداخلية، في خطوة تهدف لدعم خطط الوزارة الأمنية. وأعربت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان عن قلقها حيال التحشيدات العسكرية في طرابلس، معتبرةً أنها تهدد الاستقرار الهش وقد تؤدي إلى تجدد الاشتباكات.
ويتفق النائب جاب الله الشيباني مع الرأي القائل بأن الحرب تعود لتطل برأسها من جديد، محملاً البعثة الأممية مسؤولية تدهور الأوضاع، وداعيًا إياها لترتيب أولوياتها والتركيز على تنفيذ التزاماتها الأساسية. كما أشار إلى أن أي انتخابات مستقبلية ستكون مجرد وهم في ظل غياب الترتيبات الأمنية.
من جانب آخر، يرى الناشط السياسي محمد فؤاد أن السبب وراء تفاقم الوضع الأمني هو غياب مشروع سياسي واضح، مشيرًا إلى أن معظم خصوم الدبيبة يسعون للوصول إلى السلطة دون وجود رؤية سياسية حقيقية، مما يفاقم الأزمة.
تتجاذب السلطة في ليبيا بين حكومة “الوحدة الوطنية الموقتة” في طرابلس ورئاسة أسامة حماد في بنغازي، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.
اترك تعليقاً