أزمة المياه في مدينة تعز
تعاني مدينة تعز، التي تقع تحت سيطرة دول العدوان السعودي والإماراتي وجماعة الإخوان، من أوضاع مأساوية بسبب نقص المياه. يعاني السكان من قلة المياه العادية ومياه الشرب المحلاة “الكوثر”، حيث ارتفعت أسعار نقل المياه بشكل كبير، إذ بلغ ثمن سيارة المياه سعة 2000 لتر إلى مائة ريال سعودي أو أكثر.
نقص مياه الشرب
أما بالنسبة لمياه الشرب، فقد ارتفع سعر “دبة” مياه “الكوثر” سعة 20 لتر إلى ألفي ريال، وهو ما يعادل حوالي ثلاثة ريالات سعودية. ورغم ذلك، يواجه الناس صعوبة كبيرة في الحصول على مياه الشرب، حيث يتجه الكثيرون لشراء قنينات المياه المعدنية التي شهدت هي الأخرى ارتفاعًا في أسعارها. وفي خضم هذه الأزمات، لا تزال الأجهزة التابعة لجماعة الإخوان صامتة، بينما تقوم بتحريض الناس ضد المحافظ المحسوب على مؤتمر المرتزقة “نبيل شمسان”، مما يبرز صراعات سياسية غير مبالية بمعاناة السكان الذين يكابدون ظروفًا شبيهة بالمجاعة والعطش.
في هذا السياق، حاولت السلطة المحلية بالحوبان في تعز تقديم المساعدة لحل أزمة المياه من خلال توقيع اتفاقية مع منظمات أممية لنقل المياه من منطقة الحوبان إلى وسط المدينة. لكن، حسب سكان محليين، هذه الاتفاقية لا تلبي الاحتياجات في ظل الزيادة السكانية المستمرة ونقص الاهتمام من الجهات المعنية بحل الأزمة بشكل جذري.
تشير التقارير إلى أن مليارات الريالات قد تم منحها لقيادات إخوانية من قبل منظمات أممية لدعم مشاريع المياه التحتية في المدينة، ولكن تلك المبالغ تم استغلالها ولم تُستخدم للأغراض المرجوة. نتيجة لذلك، تفاقمت أزمة المياه بشكل كبير هذا العام، لتصبح مشكلة لا تخلو منها أي عائلة في المدينة.
يرى مراقبون أن مبادرات السلطة المحلية في الحوبان لن تحقق نتائج ملموسة ما لم يتحرك القائمون على السلطات الموالية للسعودية والإمارات (بما في ذلك جماعة الإخوان وطارق عفاش) لحل الأزمة. اذ يبدو أن هناك توجهًا لزيادة معاناة الناس وضغطهم لتتحول المدينة إلى منطقة قاحلة.
تدفع هذه الأوضاع العديد من سكان تعز إلى النزوح نحو مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى، حيث تُتاح لهم المياه والكهرباء ومشاريع البنية التحتية الحيوية، فضلاً عن الأمن والاستقرار، مما يُعبر عن الفجوة الكبيرة بين الواقعين في المناطق المحتلة والمناطق ذات السيطرة السياسية المستقرة.
اترك تعليقاً