جريدة البلاد | التأشيرة الخليجية الموحدة: انطلاقة تاريخية تعيد تشكيل مستقبل السياحة في البحرين والخليج بحلول 2025

تأشيرة سياحية موحدة لدول مجلس التعاون الخليجي

تسعى دول مجلس التعاون الخليجي جاهدة لإطلاق تأشيرة سياحية موحدة قريباً، مما سيمكن حامليها من السفر إلى المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، قطر، عمان، والكويت بتأشيرة واحدة فحسب. تعكس هذه المبادرة تقدماً كبيراً نحو تعزيز التكامل بين دول المجلس، وتهدف إلى تبسيط الإجراءات وتشجيع حركة السياحة الإقليمية، مما يوفر فرصاً جديدة للسياح لاستكشاف المنطقة بشكل أوسع وأكثر سهولة.

تعزيز السياحة في البحرين حتى عام 2026

تركز البحرين على تحقيق أهداف طموحة في مجال السياحة، حيث تهدف إلى استقبال 14.1 مليون زائر بحلول عام 2026. تسعى المملكة لزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 7% إلى 11.4%. تعتمد الاستراتيجية الوطنية على تطوير قطاعات سياحية متنوعة تشمل السياحة البحرية، سياحة الأعمال والمؤتمرات، السياحة الرياضية، التراث الثقافي، والترفيه، بالإضافة إلى مجالات الإعلام والسينما والسياحة العلاجية.

مع حلول عام 2025، ستقوم البحرين بتعزيز هذه الرؤية من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية وتحسين جودة الخدمات السياحية، والقيام باستثمارات موسعة في البنية التحتية وتطوير التجربة السياحية للزوار.

تشهد البحرين أيضاً مشاريع ضخمة في مجال البنية التحتية السياحية تهدف إلى زيادة متوسط إنفاق السائح اليومي وفترة الإقامة، مما يسهم في تعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية.

مشروعات الربط الإقليمي لتعزيز التكامل السياحي

تلعب المشروعات الرامية إلى الربط الإقليمي دوراً محورياً في تعزيز السياحة بين دول الخليج، حيث تساهم البحرين بشكل استراتيجي في هذا المجال. يُعتبر مشروع جسر المحبة الذي يربط بين البحرين وقطر، إنجازاً مهماً، حيث يمتد على مسافة تبلغ 40 كيلومتراً ويحتوي على مسارات للسيارات وسكك حديدية، مما يساهم في تسهيل الحركة التجارية والسياحية بين البلدين.

علاوة على ذلك، تمثل سكة الحديد الخليجية مشروعاً بارزاً يمتد لأكثر من 2177 كيلومتراً، حيث ستربط الدول الأعضاء بسرعة تصل إلى 220 كم/ساعة، مع توقع بدء التشغيل بحلول عام 2030. ستساعد هذه الشبكة راكبي القطارات ونقل البضائع، مما سيعزز السياحة الداخلية والخليجية.

التأشيرة الموحدة كوسيلة لتعزيز السياحة البحرينية

تتوقع البحرين أن تؤدي التأشيرة الخليجية الموحدة إلى تسهيل دخول الزوار، مما يزيد من أعداد السياح من الأسواق الجديدة في آسيا وأوروبا. كما ستساهم في زيادة الإيرادات السياحية من خلال تمديد مدة الإقامة وزيادة إنفاق السياح، فضلاً عن دعم مجموعة متنوعة من القطاعات السياحية مثل السياحة البحرية والفعاليات والمؤتمرات الثقافة.

يمثل عام 2025 نقطة تحول مهمة في مستقبل السياحة في البحرين، حيث تلتقي الرؤية الوطنية الطموحة مع المبادرات الخليجية مثل التأشيرة الموحدة ومشاريع الربط الإقليمي. تستعد البحرين لاستقبال تدفق سياحي متزايد، مع إمكانية إعادة تعريف نفسها كوجهة خليجية متكاملة تمزج بين الأصالة والحداثة لتحقيق تغيير إيجابي في العوائد الاقتصادية والسياحية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *