أزمة التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي
في خضم الصراع المستمر في غزة، يتعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي لأزمة تجنيد تؤثر على قدراته التشغيلية، مما دفعه إلى النظر في إمكانية توسيع قرار تمديد فترة الخدمة العسكرية الإلزامية لتشمل وحدات قتالية جديدة. وفقاً لتقرير عسكري من القناة 12 الإسرائيلية، فإن الجيش يدرس حالياً زيادة فترة الخدمة الإلزامية لمدة سنة إضافية لتشمل وحدات قتالية أخرى، بعد قرار سابق بتطبيق التمديد على جميع كتائب الاستطلاع في الألوية القتالية.
تحديات على مختلف الأصعدة
رغم نفي الجيش وجود قرار شامل ونهائي، إلا أن عملية تمديد الخدمة بدأت بالفعل في وحدات الصفوة، مثل وحدة “يهلوم” المتخصصة في الهندسة القتالية، ومن المتوقع أن يمتد هذا التمديد قريباً إلى وحدات أخرى مثل “مغلان” و”دوفدوفان” و”إيغوز”، بالإضافة إلى وحدات المدفعية. تتمثل الخطة في رفع فترة الخدمة الإلزامية من 32 شهراً إلى 44 شهراً، وهو ما يمثل تحولاً كبيراً في معادلة الخدمة العسكرية التي لطالما أثارت جدلاً في الداخل، خصوصاً في ظل الإعفاءات الممنوحة لبعض الجماعات داخل المجتمع الإسرائيلي.
يتزامن هذا التطور مع مساعٍ حكومية تمرر مشروع قانون يهدف إلى إعفاء عدد كبير من طلاب المدارس الدينية من واجب التجنيد. المخاوف تزداد في صفوف المؤسسة الأمنية من احتمال انهيار في النظام البشري للجيش، حيث شهدت الأيام الأخيرة زيادة في تسرب الجنود الدائمين ووجود نقص في عدد الراغبين في البقاء في الخدمة. تحت ضغط هذه الظروف، قامت قيادة الجيش بدعوة الرقباء الأوائل ونوابهم في الألوية للالتزام بالبقاء وعدم الإنهاء المبكر لخدماتهم، مع توقعات تفيد بأن الآلاف سيتلقون بلاغات رسمية تؤجل تسريحهم لمدة عام إضافي.
تشير التقارير إلى أن الضغوط التي يتعرض لها الجنود أصبحت ملموسة، حيث ابتعث ضباط من لواء “نحال” مشاهد تعكس الضغط النفسي الذي يعاني منه الجنود. وصف أحد الضباط كيفية تنافس الجنود حرفياً على الأماكن داخل ناقلة الجند، مما يدل على مدى الإجهاد الذي يعيشه الأفراد في ظل الصراع المستمر منذ عامين. وقد عبر عدد من الجنود عن استيائهم في رسالة إلى المسؤولين العسكريين، حيث انتقدوا تحميل أبنائهم مسؤوليات جسيمة دون مراعاة للضغوط النفسية الناتجة عن ذلك.
في ظل تعثر المفاوضات وتواصل النزاع دون ظهور أي بوادر لحل قريب، تتزايد الأصوات داخل جيش الاحتلال التي تدعو إلى إنهاء الحرب لاستعادة التوازن البشري والعملياتي. تقلق المصادر العسكرية من أن تعيق هذه الأزمة قدرة الجيش على الأداء مستقبلاً، حيث يتناقص عدد الجنود الاحتياطيين والنظاميين في وقت تتزايد فيه المهام الميدانية المطلوبة في غزة ومناطق أخرى. هذه التطورات تطرح تساؤلات حول مستقبل القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي في ظل التحديات المستمرة.
اترك تعليقاً