دور المنظمات العربية والإسلامية في مواجهة قضايا الأمة
تتساءل الكثير من الأوساط حول مدى فعالية المنظمات العربية والإسلامية في التصدي للأزمات التي تعصف بأمتنا. إذ يكاد يصعب تصديق أن تمضي عشرون شهرًا من المعاناة والقتل المتواصل في غزة، في الوقت الذي لم تتجاوب فيه هذه المنظمات إلا من خلال بيانات استنكار وشجب لا تُسمن ولا تغني من جوع. كيف يمكن لهيئات تعلن تمثيلها لأمة تشكل ما يقارب ربع سكان العالم أن تظل صامتة أو عاجزة عن اتخاذ خطوات فعلية في وجه ما يحدث من انتهاكات يومية بحق الإنسانية؟
مقاربة الأزمات الإنسانية في العالم الإسلامي
تستمر الأزمات في العديد من الدول الإسلامية والعربية، حيث تُعتبر قضايا فلسطين واحدة من أبرزها، ولكن ليست الوحيدة. تعددت الحالات من الإبادة الجماعية إلى التهجير القسري، بينما تظل الوعود والبيانات الدولية تفتقر إلى مصداقية الفعل. إن الصوت الجماعي الذي يجب أن ينبرئ من قبل المنظمات العربية والإسلامية يُفترض أن يعكس قوة هذه الأمة، لكن يبدو أنه يظل خافتًا ومهمشًا أمام الضغوط الدولية والإقليمية.
يحث العديد من المنتقدين هذه المنظمات على التحرك بوجود إرادة فعلية، بعيدًا عن التصريحات الشكلية التي لم تؤثر في الواقع. تشمل هذه الدعوات ضرورة وضع استراتيجيات فعالة للتضامن والعمل المشترك، ليس فقط في الساحات السياسية، بل عبر إنشاء تحالفات قوية مع المجتمع المدني لتقديم الدعم اللازم للمتضررين من هذه الأزمات.
تتطلب المرحلة الراهنة تكاتف الجهود لتقوية الحضور العربي والإسلامي على الساحة الدولية، مع أهمية الانخراط في قضايا الأمة. يجب عدم الاعتماد فقط على الحكومات الغربية واستخدام كافة الموارد المتاحة لتحسين الظروف الإنسانية. إن رصد هذه الأحداث والمواقف يحتم على الجهات المعنية أن تعيد التفكير في استراتيجياتها وأدواتها، حتى تُعيد للأمة اعتبارها وتساعد في إنهاء معاناة شعوبها.
اترك تعليقاً