قمة بريكس 2025 وتحديات التعاون الدولي
عُقدت قمة مجموعة بريكس هذا العام في ظروف استثنائية، حيث تداخلت التوترات التجارية المترتبة عن الرسوم الجمركية المشددة التي فرضتها الإدارة الأمريكية مع استمرار الصراعات الجيوسياسية مثل الحرب الروسية-الأوكرانية والأزمات في الشرق الأوسط. وفي هذه الأجواء، تجمع قادة الدول الأعضاء في ريو دي جانيرو البرازيلية، تحت شعار: “تعزيز تعاون دول الجنوب من أجل حوكمة شاملة ومستدامة”.
اجتماع قيادات الجنوب العالمي
أسفر توسّع مجموعة «بريكس» خلال العامين المقبلين 2024 و2025 عن تعزيز القوة الاقتصادية للمجموعة وزيادة مكانتها العالمية. شهدت قمة ريو دي جانيرو مشاركة قادة ومسؤولين من عشرين دولة، حيث كانت الإمارات حاضرة للمرة الثانية كعضو في المجموعة، بقيادة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، مما يعكس تطور العلاقة الاستراتيجية بين الإمارات ومجموعة بريكس. احتلت الإمارات المرتبة الرابعة عشر عالمياً في قائمة الشركاء التجاريين للمجموعة، حيث بلغ حجم التجارة بين الطرفين 271.6 مليار دولار في عام 2024.
في كلمته بالقمة، أكد سمو الشيخ خالد على أهمية المجموعة في تعزيز التعاون لمواجهة التحديات العالمية، مشدداً على ضرورة بناء شراكات قوية لتحقيق التنمية المستدامة. وقد تضمن البيان الختامي تعزيز التعاون المتعدد المجالات والتأكيد على أهمية نظام دولي متعدد الأقطاب مع دور محوري للأمم المتحدة. كما تناول البيان دعوة إلى إصلاح مؤسسات التمويل الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مما يعكس اتفاق الأعضاء على الإصلاحات المقترحة لتكييف هذه المؤسسات مع توسع الدول النامية.
علاوة على ذلك، تمثل التجارة بالعملات المحلية أولوية لدول المجموعة، حيث دعا البيان إلى تطوير آليات الدفع العابرة للحدود وتعزيز استخدام العملات الوطنية. وقد عبر البيان عن قلقه حيال التدابير الجمركية الأحادية الجانب التي تتعارض مع قواعد التجارة العالمية. كما تم تناول قضايا عالمية متنوعة مثل تغير المناخ والأمن السيبراني، بينما تم الحفاظ على مواقف تقليدية متوازنة بإزاء النزاعات الإقليمية. إن قمة بريكس 2025 تشكل مظهراً بارزاً لسعي دول الجنوب لإعادة تشكيل النظام العالمي وتخفيض الاعتماد على الهياكل الاقتصادية التقليدية، ولكنها شهدت ضبط النفس في جدول أعمالها مقارنة بالقمة السابقة في روسيا.
اترك تعليقاً