التحديات الدبلوماسية الإيرانية والعسكرية الأمريكية
في مقال نشرته فايننشال تايمز، تناول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تأثير الحرب الدائرة بين بلاده وإسرائيل على الدبلوماسية، مشيراً إلى الجهود التي تمت للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني. وقد أُجري ستة اجتماعات بين عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، حيث أبدى عراقجي ارتياحه للتقدم الذي تم إحرازه مقارنةً بأربع سنوات من المفاوضات خلال إدارة بايدن.
جهود إحياء الدبلوماسية والعقوبات المفروضة
عراقجي أكد أن هذه المحادثات تشمل أيضاً النقاش حول إنهاء العقوبات الاقتصادية التي تعاني منها بلاده، مع وجود رغبة إيرانية في التعاون الاقتصادي المتبادل. وأشار إلى أنه كان هناك تبادل رسائل إيجابية قبل أن تتعرض إيران لهجوم مفاجئ من قبل إسرائيل، الأمر الذي أحدث صدمة كبيرة في مسار المفاوضات. وتحدث عن الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها البنية التحتية الإيرانية نتيجة تلك الضربات.
وحذر وزير الخارجية الإيراني من أن هذا الهجوم لم يكن مجرد عمل عسكري، بل كان بعث برسالة مفادها أن إسرائيل تفضل الصراع على حل القضايا الدبلوماسية. كما انتقد تصريحات إسرائيل حول أهداف الهجوم، معتبراً أن إيران كانت تتصرف بشكل مشروع في الدفاع عن نفسها.
يشدد عراقجي على أن الاضطرابات الدبلوماسية لم تكن نتيجة عدم رغبة من إيران، بل نتيجة تدخل من حليف أمريكي، مما يثير تساؤلات حول إمكانية الثقة في أي محادثات مستقبلية. وأعرب عن انفصاله عن المشاعر الإيجابية، مشيراً إلى أن الثقة تمزقت بسبب الاعتداءات المتواصلة. وأكد أن بلاده تبقى مهتمة بالدبلوماسية، لكنها بحاجة إلى أن تبنى على أسس من الاحترام المتبادل.
يختتم عراقجي مقاله بتعبير عن انفتاح بلاده على الحوار، لكن مع الإشارة إلى أن الخيارات أمام الولايات المتحدة محدودة في ظل التطورات الحالية. بين يديها الاختيار بين الدبلوماسية والحرب، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
في سياق آخر، تناولت صحيفة الغارديان تقارير عن انخفاض كبير في مخزون الولايات المتحدة من صواريخ باتريوت، الأمر الذي قد يعرقل خطط البنتاغون المستقبلية. وأفادت بأن ذلك ينبع من الاستخدام المكثف لهذه الصواريخ في الشرق الأوسط، مما أدى إلى تجميد تسليم الذخائر إلى أوكرانيا.”
ويشير التقرير إلى المخاوف المتزايدة في الدوائر العسكرية الأمريكية من إمكانية التأثير على العمليات العسكرية المحتملة، حيث أصبح الوضع أكثر حدة بعد الهجمات الأخيرة. يلاحظ المراقبون أن هذه المعطيات قد تؤثر بشكل كبير على فعالية التوجهات العسكرية الأمريكية في الفترات المقبلة، مما يعكس تداخل الأبعاد السياسية والعسكرية في مواجهات الشرق الأوسط المُعقدة.
اترك تعليقاً