كواليس المكالمة الأخيرة لشهيد سنترال رمسيس: لحظات مؤثرة وسط النيران والدخان

كواليس المكالمة الأخيرة لشهيد سنترال رمسيس

وسط نار الحريق والدخان الكثيف الذي اجتاح سنترال رمسيس، كان وائل مرزوق، موظف إدارة التنمية البشرية، يجلس في مقر عمله يعد الثواني القليلة. كان يرفع دعاواته إلى الله ليفعل شيئًا ينقذ هو وزملائه من هذه الأزمة المرعبة. في خضم ذلك الصمت الذي كانت تكتنفه أصوات النيران، انكسر الهدوء فجأة بدق الهاتف.

تلقى وليد مرزوق اتصالًا هاتفيًا من زميلته سها المنياوي، وهي أيضًا موظفة في سنترال رمسيس. كانت هذه المكالمة آخر ذكرى تظل عالقة في ذهن مرزوق، وما دار بينهما من حديث وثق لحظات الرعب والترقب التي عاشها هو وزملاؤه في أسوأ لحظات حياتهم.

أعد تليفزيون “اليوم السابع” مشهدًا باستخدام الذكاء الاصطناعي يعيد تجسيد تلك المكالمة المؤلمة بين وائل مرزوق وزميلته. قام بإعدادها الزميل أحمد الجعفري وإسلام شيبة، حيث أدت الزميلة أماني الأخرس الأداء الصوتي في المشهد. في تلك المكالمة، طمأنت سها زميلها على حاله، لكنه كان يعاني من اختناق وضيق شديد نتيجة الدخان السام الذي اندلع من الحريق. رد عليها بصوت مبحوح، مؤكدًا لها أن الأمور قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، وأن مصيرهم بات غامضًا.

لحظات مؤلمة في أتون النيران

بين النيران التي اشتعلت في سنترال رمسيس، تكشف لنا المكالمة معلومات مؤلمة عن الكيفية التي شهدوا بها تلك الأحداث المخيفة. كانت العواطف مكثفة والحزن يظهر على كل كلمة. كان وائل يعيش لحظات من الهلع، ومع ذلك، كان يجاهد للحفاظ على الهدوء في حديثه مع سها. ذلك الاسلوب من المواجهة مع الألم والخوف يعكس روح التحدي التي تجمع بين الزملاء في تلك اللحظات العصيبة.

تذكار وائل مرزوق لن يزول، فقد أصبحت المكالمة بينه وبين زميلته نموذجًا مأساويًا لأحداث لا يمكن تصورها. تشير هذه التجربة إلى الطبيعة الإنسانية العميقة وقدرتها على التواصل في أحلك الظروف. الدخان، النيران، والخوف لم يكونوا أعداءً له، بل كانوا جزءًا من تجربة مأساوية لم تترك له مجالًا آخر سوى الثبات أمام النهاية المحدقة به.

عبر هذا المشهد، نستشعر أن الذاكرة تحتفظ بحكايات أولئك الذين واجهوا التحديات، حتى في أعتى الأوقات. وداعًا وائل مرزوق، لن تُنسى تلك اللحظات، وستبقى في قلوبنا درسًا عن الشجاعة والإيمان في وجه الخطر.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *