تحقيق في استيلاء الحوثيين على ناقلة النفط “نوتيكا”
أعلنت الحكومة اليمنية عن نيتها تقديم طلب رسمي للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أجل فتح تحقيق عاجل حول استيلاء جماعة الحوثي على ناقلة النفط “نوتيكا”. وقد استخدمت هذه الناقلة العام الماضي لتفريغ أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام من السفينة المتهالكة “صافر”.
تحذيرات من تداعيات استيلاء الحوثيين على الناقلة
في تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اليمني، أوضحت الحكومة أن الحوثيين يستغلون الناقلة التي تمتلكها الأمم المتحدة كمخزن لشحنات نفط إيرانية، مما يُعتبر انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والأهداف التي خُصصت من أجلها هذه السفينة. وقد أكدت الحكومة على أن هذا الأمر يُعد سابقة خطيرة تُظهر عدم احترام الجماعة لأي اتفاقات أو مواثيق دولية.
كما وجه الرئيس رشاد العليمي مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله السعدي، إلى إدراج هذه القضية في كلمته أمام مجلس الأمن، مع التأكيد على المخاطر البيئية والسياسية التي قد تترتب على بقاء الحوثيين في السيطرة على ناقلة “نوتيكا”.
وأشارت الحكومة أيضًا إلى أن الحوثيين لا يزالون يحتفظون بالسفينة “نوتيكا” وسفينة “صافر” في البحر الأحمر، حيث يتم استخدامهما حالياً لتخزين شحنات نفط متجهة إلى موانئ الحوثيين، بعد الأضرار التي لحقت بخزانات ميناء رأس عيسى، مما يُعرض المنطقة لخطر بيئي شديد في حال حدوث تسرب أو انفجار.
قد سبق للحكومة أن حذرت في أغسطس 2023 من إمكانية استغلال الحوثيين لناقلة “نوتيكا”، وطالبت الأمم المتحدة بآلية متابعة دقيقة لخطة الإنقاذ، لتفادي تحويل الناقلة إلى أداة سياسية أو عسكرية. يُذكر أن الأمم المتحدة كانت قد اشترت “نوتيكا” في عام 2023 مقابل 55 مليون دولار كجزء من خطة دولية لتفريغ “صافر”، بهدف تجنب كارثة بيئية محتملة على سواحل اليمن والبحر الأحمر. وعلى الرغم من نجاح عملية التفريغ، إلا أن الناقلة لا تزال تحت إشراف الأمم المتحدة التي تتحمل تكاليف تشغيلها وصيانتها.
تحذر الحكومة اليمنية من أن الوضع الراهن يُشكّل تهديدًا مباشرًا لهيبة الأمم المتحدة وحيادها، وتدعو إلى اتخاذ موقف دولي حازم لحماية موارد المنظمة من الاستخدام التعسفي ولحماية الأمن البيئي والملاحي في أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
اترك تعليقاً