لماذا يرتدي المقاومون “عباءة” في ميدان القتال؟
تعتبر الكمائن التي تنفذها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلوبًا متجددًا، حيث تتنوع الوسائل التي يعتمدها عناصر المقاومة للتغلب على أدوات الرصد المتطورة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. ومن بين هذه الوسائل، ارتداء “عباءة” خاصة تهدف إلى إخفاء معالم الأجساد، بما في ذلك الوجه والرأس. في هذا السياق، ظهر رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، يحيى السنوار، مرتديًا غطاءً يخفي ملامح جسده قبل استشهاده، مما يبرز أهمية هذا التكتيك في استراتيجيات المقاومة.
استراتيجيات الخداع والتمويه
إن استخدام العباءة ليس مجرد إجراء عابر، بل هو جزء محوري من التكتيكات العسكرية الحديثة التي تعتمدها المقاومة. التحليلات العسكرية تشير إلى أن إخفاء ملامح الجسم يعكس تكيف عناصر المقاومة مع تقنيات الرصد المتطورة، وخصوصًا في ضوء تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل القوات الإسرائيلية، الذي يُستخدم في عمليات الاستطلاع. كما يُشدد على أن هذه التقنية تتضمن استخدام مواد وقماش خاص يساعد على تقليل إمكانية الكشف بواسطة أجهزة الاستشعار الحرارية.
ويشير الخبراء إلى أن هذه العباءة تُعد فعالة في تغيير ملامح الجسم، مما يُصعّب على التقنيات الحديثة التعرف على الأفراد بدقة. وقد ذكر الخبراء أن الاحتلال يعتمد على برامج تحليلية تستخدم خوارزميات متطورة لرصد الأبعاد الفيزيائية للأجسام، مما يجعل إخفاء الرأس والكتفين أمرًا حاسمًا في نجاح هذا التكتيك. إذ يُعتبر هذا الجزء من الجسم مؤشرات رئيسية لتحديد الهوية من قبل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا ويبرز المحللون العسكريون أيضًا البعد الرمزي والمعنوي للعباءة، فقد أصبحت رمزًا للصمود والتضحية في مواجهة الاحتلال. لذا، يعتمد المقاومون على هذه الوسائل البدائية ليس فقط لتفادي الكشف، بل أيضًا كبادرة تمثل الجهاد والمقاومة الحقيقية.
ختامًا، تدل هذه الاستراتيجيات على تكيف المقاومة مع ظروف المعركة المتغيرة والتطورات التكنولوجية، مما يمنحها قدرة أكبر على مواجهة التحديات القائمة، ويعكس الإرادة القوية للمقاومة في التصدي للاحتلال.
اترك تعليقاً